دق رئيس مصلحة التعمير ببلدية بوزريعة السيد حفيّظ عبد القادر، ناقوس الخطر جراء تزايد البيوت القصديرية في الآونة الأخيرة، بسبب عدم قدرة السلطات المحلية على التحكم وحدها في الوضع، وتوفير الوسائل البشرية لتسيير مواقع انتشار البنايات الفوضوية التي يصل عددها إلى 22 موقعا. وأشار المسؤول بمصلحة التعمير في تصريح ل''لمساء'' أن البنايات القصديرية يتزايد عددها من يوم إلى آخر، خاصة في الآونة الأخيرة، وذلك لعدم استفادة بوزريعة من أي عملية ترحيل لحد الآن، عكس البلديات المجاورة التي وضعت مواقع الأحياء القصديرية تحت المراقبة، مما أدى إلى لجوء الراغبين في إنجاز بنايات فوضوية إلى بلدية بوزريعة، مستغلين تضاريسها وكثرة هذا النوع من الأحياء بها ''ليندسوا'' وسطها، خاصة أنها مواقع ذات كثافة سكانية عالية على غرار موقع بوسماحة الذي يضم وحده 684 عائلة، المقام الجميل163عائلة وحي لا فونتان 122عائلة، فضلا عن موقع طريق الشيوخ، سيدي مجبر ومجموعات أخرى موزعة على1877بيتا قصديريا بكثافة سكانية بلغت 10244 نسمة، حسب إحصاء.2007 وقد أرجع المتحدث تزايد عدد سكان البيوت القصديرية ببوزريعة إلى عدم تطبيق الإجراءات التي اتخذت بعد عملية الإحصاء التي تمت سنة2007 للحد من انتشارها، منها إقامة مركز دائم للأمن والدرك الوطني بالقرب من المواقع، وتزويدها بالوسائل الضرورية للسيطرة على الوضع، مما سمح- حسب المتحدث-بفتح المجال للبزنسة بالبيوت القصديرية، إذ أن بعض الأشخاص يستقدمون آخرين، كونهم يطبقون مقولة ''..إذا عمت خفت''، مما جعل البلدية غير قادرة وحدها على التحكم في الوضع''الذي يتطلب تعاونا وتنسيقا بين مختلف المصالح منها الشرطة، الدرك الوطني، الدائرة، الولاية والبلدية وكل الهيئات المعنية بهذا الملف''. وفي سياق متصل، اعتبر مسؤول مصلحة التعمير أن الإجراءات المتخذة لمحاربة ظاهرة اتساع البيوت القصديرية غير كافية، وأن الطريقة المعمول بها حاليا لمحاربة الظاهرة سوف لن تؤدي إلى نتيجة، حيث سيزحف القصدير أكثر على بوزريعة، مستشهدا على ذلك بهدم حوالي20 بيتا قصديريا السنة الماضية، و12 بيتا آخر خلال الشهر الأول من السنة الجارية، كما أن عدم اتخاذ إجراءات سريعة وفورية سيجعل التحكم في الوضعية أصعب، خاصة أن هذه الأحياء معروفة بانتشارالآفات الاجتماعية. وعلى غرار العديد من البلديات التي استرجعت مساحات هامة بعد إزالة البيوت القصديرية من أراضيها، فإن بوزريعة يمكنها أن تستفيد من مساحات شاسعة إذا استرجعت مواقع الأحياء القصديرية، كحي بوسماحة الذي يعتبر أكبر حي قصديري يتربع على حوالي10 هكتارات، وحي فري فالون على حوالي 5 هكتارات، بالإضافة إلى مساحات هامة موزعة على عدة أحياء، إذ يمكن أن تشيد مشاريع هامة بهذه الأراضي الإستراتيجية، وسد العجز الذي تشهده البلدية فيما يخص الأوعية العقارية. من جهة أخرى، ذكر رئيس مصلحة التعمير أن مركز البلدية متكون من حوالي 34 بناية قديمة تعود إلى بدايات الوجود الاستعماري في الجزائر، والتي تشكل خطرا على السكان الذين يشغلونها، حيث سبق للمصالح التقنية للبلدية أن أعدت تقريرا حول هذه الوضعية دون أن تتلقى ردا عن ذلك، رغم ضرورة ترحيل العائلات إلى سكنات لائقة. واعتبر السيد حفيّظ البنايات الهشة التي تقع في قلب مدينة بوزريعة أمرا مؤسفا، مؤكدا على ضرورة إعادة تهيئة هذه المباني، خاصة أنها تقع في وسط بوزريعة التي تعد واجهة للعاصمة وذات موقع هام وتضم معالم ومؤسسات هامة مثل؛ مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء ''كراغ''، الجامعة ومدرسة البنوك، فضلاً عن أن السكنات الهشة تشكل خطرا كبيرا على حياة ساكنيها الذين يشعرون باهتزاز عند مرور شاحنة بالقرب من بناياتهم التي تعرضت لتشققات كبيرة وأصبحت غير صالحة للسكن. وبخصوص انجراف التربة ببوزريعة، أشار المتحدث إلى وجود هذه الظاهرة في بعض الأماكن غير الصالحة للبناء، غير أن بعض المواطنين لجأوا إليها وأنجزوا سكنات فوقها، رغم خطورة ذلك على حياتهم مثل''بوسكول'' و''كونتابات'' اللذين تم اختيارهما لإنجاز سكنات اجتماعية في منتصف التسعينيات من قبل مصالح التعمير لولاية الجزائر، حيث تحصل المستفيدون على عقود الملكية من قبل وكالة تسيير العقار، إلا أن الدراسة بينت أن الموقعين غير صالحين للبناء، مما حال دون شروع هؤلاء في إنجاز سكناتهم وتعذر حل هذا الملف، خاصة بعد تصنيف مثل هذه المناطق ضمن مناطق الخطر بعد فيضانات باب الوادي، مما أوقع أصحاب عقود الملكية في إشكالية كبيرة لا تزال قائمة لحد الآن لاستحالة البناء دون رخصة