سيتواصل تساقط كميات معتبرة من الثلوج على مناطق وسط وشرق الوطن التي يفوق ارتفاعها 500 متر. بالإضافة إلى أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد. وبعد تسجيل تحسن طفيف في الطقس أمس استأنفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الوطنية والدولية المبرمجة بطريقة عادية بعد التذبذب المسجل خلال اليومين الأخيرين بسبب التقلبات الجوية التي يشهدها شمال البلاد. أوضحت مسؤولة الاتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية أن تحسن الطقس المسجل صبيحة أمس مكن من ضمان الرحلات الوطنية والدولية بطريقة عادية، مضيفة أنه إذا استمر الطقس على هذا الحال فستضمن الشركة جميع الرحلات المبرمجة''. غير أنه -كما قالت- ''يبقى من الصعب جدا'' ضمان الرحلات المتوجهة والقادمة من بعض مطارات مناطق شمال- شرق البلاد على غرار سطيف وباتنة وكذا قسنطينة حيث لا تزال أرضية المطار مغطاة بالجليد. وشهدت برامج رحلات شركة الخطوط الجوية الجزائرية منذ يوم الجمعة الفارط تذبذبا بسبب تساقط الأمطار والثلوج على المناطق الساحلية والهضاب العليا. مما أدى الى إلغاء 116 رحلة وطنية ودولية يومي السبت والأحد بمطار الجزائر. كما اضطرت سلطات المطارات يوم السبت إلى الغلق الجزئي لمطارات سطيف وباتنة وأيضا قسنطينة بسبب التقلبات الجوية. وقد سجلت مصالح مطار الجزائر إلغاء 14 رحلة ذهاب من أصل 49 و9 رحلات إياب من أصل 46 على الخطوط الدولية بسبب سوء الأحوال الجوية يوم السبت. وفيما يتعلق بالرحلات الداخلية فتم إلغاء 20 رحلة ذهاب من أصل 31 و16 رحلة إياب من أصل 33 مبرمجة في الخطوط الداخلية ''لمطار هواري بومدين''. كما تم يوم الأحد إلغاء 8 رحلات ذهاب دولية من مطار الجزائر من أصل 49 و8 رحلات إياب من أصل 4 مبرمجة في الرحلات الدولية. وفيما يخص عدد الرحلات التي لم تتم على مستوى الخطوط الداخلية في نفس اليوم فأشارت الحصيلة إلى إلغاء 22 رحلة و21 رحلة إياب من أصل 29 على الخطوط الداخلية. وتتمثل الولايات المعنية بتساقط الأمطار الغزيرة وكميات من الثلوج المعلن عنها والتي ستتواصل الى غاية يوم الغد في كل من البليدة، المدية، بومرداس، البويرة، تيزي وزو، برج بوعريريج، سطيف، بجاية، جيجيل، سكيكدة، قسنطينة، ميلة، عنابة، قالمة، سوق أهراس، الطارف، باتنة، أم البواقي وخنشلة حسبما أكدته مصالح الأرصاد الجوية أمس. وتمتد صلاحية هذه النشرية الى غاية منتصف نهار يوم الغد على أقل تقدير. أما بخصوص سمك الثلوج فيحتمل أن يقدر أو يتجاوز 40 سنتمترا محليا. وقد فاق أمس سمك الثلوج التي تساقطت بكثافة وبشكل استثنائي خلال ال24 ساعة الأخيرة على أعالي ولاية سطيف (2) مترين. وأوضح السيد كمال بولحية إطار بمصلحة الأرصاد الجوية بمطار سطيف بأن تساقط الثلوج الذي رافقه انخفاض محسوس في درجات الحرارة إلى أقل من 7 درجات في الصباح سيتواصل في التساقط اليوم والليلة المقبلة على كل المرتفعات التي يفوق علوها 300 متر بحيث ستصل درجة الحرارة خلال الليل إلى أقل من 7 درجات تحت الصفر. وعرفت المنطقة منذ ليلة أول أمس تساقطا غزيرا للثلوج ما أدى إلى عزل المنطقة الشمالية المعروفة بصعوبة تضاريسها وبعض المناطق الجنوبية كذلك. وأدى هذا التساقط إلى توقيف حركة المركبات عبر معظم المحاور المؤدية للمنطقة الشمالية الغربية انطلاقا من بلدية بوقاعة إلى جانب بعض المناطق الجنوبية كتلك المؤدية إلى بلديتي عين ولمان وحمام السخنة. وأوضح قائد سرية أمن الطرقات لإقليم ولاية سطيف وحيد بوهجة بأن الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية مقطوع أمام حركة المرور على مستوى كل من بلدية آيت نوال مزادة على مسافة 4 كلم. كما أن الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج مغلق عبر محور قنزات وبرج زمورة وبالتحديد على مستوى جبل تنساوت. ويسجل كذلك غلق الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية وذلك على مستوى قرية طكوكة على مسافة 10 كلم. أما الطريق الوطني رقم 74 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية فهو صعب المرور على مستوى جسر زغلي، عين القراج، وبني ورتيلان كما أن الطريق الوطني رقم 103 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج مغلق على مستوى منطقة ثنية المنقسم على مسافة 7 كلم. يشار كذلك إلى أن الطرق الوطنية رقم 77 و28 و75 الرابطة بين ولاية سطيف وولايات ميلة، المسيلة، وباتنة مغلقة وصعبة المرور على مستوى كل من مشتة تاقزيرت وعين السلطان على مسافة 7 كم وبلدية عين ولمان على مسافة 12 كم وحمام السخنة على مسافة 8 كلم. وتم تسخير جميع الوسائل اللازمة لإزالة الثلوج على مستوى البلديات التي مسها هذا التساقط الغزير للثلوج فيما يقوم عمال الأشغال العمومية وعناصر الحماية المدينة بإعادة فتح الطرق المقطوعة وتموين سكان المناطق المعزولة خاصة المواطنين الذين في حاجة إلى مساعدة بالمواد الضرورية. وقد جرى أمس تعليق الدراسة وبصفة ''استثنائية'' عبر عدد من المؤسسات التعليمية الواقعة ببعض دوائر ولاية البيض وتيزي وزو إثر رداءة الأحوال المناخية التي تجتاح المنطقة. من جهة أخرى أكد العميد الأول للشرطة ومدير الوحدات الجمهورية للأمن الوطني السيد دهيمي لخضر أنه تم تجنيد كل الإمكانيات لتسهيل حركة المرور ومساعدة المواطنين في تنقلاتهم. مشيرا الى أن وحداته سجلت 3500 تدخل منها 1000 على مستوى العاصمة والبقية بمختلف نواحي القطر. من خلال توفير ثمانية آليات كاسحات الحواجز لإزالة الثلوج من الطرقات وتسهيل حركة المرور خاصة فيما يتعلق بالطريق الرابط بين الدارالبيضاء وبن عكنون بالجزائر العاصمة. كما تم تجنيد كل الإمكانيات لتسهيل المسالك وفتح الطرقات المعبأة بالثلوج بكل الولايات كما تم الاتصال أيضا بالأشخاص بدون مأوى من خلال تمكين مصالح الحماية الاجتماعية بالقيام بمهامهم المتمثلة أساسا في نقلهم الى المراكز الاجتماعية وتقديم وجبات ساخنة لهم.