مرة أخرى تحاول الرباط تحميل الجزائر مسؤولية الجمود الذي تعرفه العلاقات بين البلدين بالقول، أن إنهاء هذه الحالة مرتبط بتجاوز "اللاءات السياسية والحواجز النفسية لدى الجزائر "·· ! هذا التصريح جاء على لسان وزير الخارجية الفاسي الفهري الذي تأسف على حد قوله لعدم تجاوب الجزائر مع طلب بلاده فتح الحدود البرية· فمثل هذا التصريح الذي يجتره المسؤولون المغاربة في كل مرة يتخذ الطابع الأحادي ويبتعد عن الرؤية الموضوعية والواقعية للأمور، من منطلق أن مسألة إعادة فتح الحدود مرتبطة بمعالجة ملفات هامة، أبرزها اجتثاث سموم المخدرات التي تدخل من المغرب وتجد في السوق الجزائرية مرتعا خصبا لتحقيق الأرباح وتخدير عقول الشباب،وهذا الواقع تدعمه تقارير دولية تصنف المغرب من أكبر منتجي الحشيش في العالم ويكفي أن نستشهد في هذا الصدد بالأرقام المذهلة التي كشفتها فضائية "بي بي سي" مؤخرا، حيث أشارت إلى أن المغرب ينتج 40 بالمائة من كمية الحشيش المنتجة في العالم، مما يجعله المورد الأساسي لأوروبا من الحشيش بنسبة 80 بالمائة· وإن ذلك يستدعي التفكير في آليات القضاء على هذه الظاهرة بجدية من قبل المخزن الذي يتعمد التغاضي عن زراعة الحشيش في الأرياف المغربية في ظل عجزه عن تلبية الحاجيات الإجتماعية لمواطنيه، لتتحول بذلك المخدرات إلى قوت الفقراء في المغرب· ومن هنا تبرز أهمية تنسيق الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة التي لا تقل خطورة عن الإرهاب، والبداية تكون بإبداء المخزن حسن نيته في خدمة المصالح المشتركة التي تعود بالمنفعة على الطرفين وليس إطلاق اتهامات تدخل في إطار سياسة الهروب إلى الأمام··!