كشفت مصادر إعلامية عن تحركات قام بها المغرب الممثل في وزيره للخارجية الطيب الفاسي الفهري استهدفت شخصيات أمريكية وأوربية وإفريقية المشاركة في منتدى » ميدايز« الذي استضافته طنجة، للتدخل لدى الجزائر وإقناعها بإعادة فتح الحدود البرية، وقالت نفس المصادر أن الجزائر قد ردت بالسلب على مساعي الرباط التي تتواصل منذ فترة طويلة، علما أن الجزائر لا ترفض إعادة فتح الحدود بين البلدين من حيث المبدأ وما تطلبه فقط هو معالجة كل الملفات المرتبطة بمشكلة الحدود ضمن اطر رسمية. بعد المحاولات المتكررة لممارسة الضغط على الجزائر، سواء عبر التصريحات الرسمية أو من خلال تحريك وسائط النظام كوسائل الإعلام وحركات المجتمع المدني وحتى الأحزاب السياسية في المملكة، اهتدى المغرب إلى أسلوب جديد للضغط على الجزائر، ويتمثل هذا الأسلوب في استعمال شخصيات أجنبية من الوزن الثقيل وتحميلها مهمة إقناع الجزائر بفتح الحدود البرية مع المغرب، واستنادا إلى مصادر إعلامية مغربية فإن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أبلغ الشخصيات الأوروبية والأميركية والأفريقية المشاركة في منتدى »ميدايز« الذي استضافته مدينة طنجة من 19 إلى 21 نوفمبر الماضي، رغبة الرباط بفتح الحدود البرية المشتركة، وهو ما لاحظه العديد من المتتبعين من خلال المداخلات التي ركزت العديد منها على قضية الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، ومطالبة الجزائر بالاستجابة للطلب المغربي بإعادة فتحها. وكان وزير الخارجية الإسباني ميغال أنخل موراتينوس، الذي حضر أعمال منتدى طنجة قد أوضح أنه لا يفهم لماذا تبقى الحدود بين أكبر بلدين جارين لأوروبا في الضفة الجنوبية الغربية للمتوسط وهما المغرب والجزائر مُقفلة، فيما أعربت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي، وهي حاليا عضو في البرلمان الأوروبي، عن أسفها لإغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وقالت داتي، خلال ندوة صحفية بطنجة، على هامش مشاركتها في ميدايز 2009 المنظم من قبل معهد أماديوس، »إنه لا يمكن لي إلا أن أعرب عن أسفي لإغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر«، وحسب وزيرة العدل الفرنسية السابقة، فإن هذه الوضعية غير مفهومة، خاصة وأن المغرب والجزائر بلدان صديقان وجاران ويتقاسمان نفس التاريخ، وقالت المسؤولة الفرنسية السابقة أنه باعتبارها من أب مغربي وأم جزائرية فإنه لا يمكن لها إلا أن تعرب عن أسفها لإغلاق الحدود، وأضافت داتي أن تلك الحدود سيُعاد فتحها إن آجلا أم عاجلا. وسبق للعديد من المصادر أن تحدثت على أن المسؤولين المغاربة الذين شاركوا في أعمال المنتدى كثفوا اتصالاتهم مع الشخصيات الغربية الحاضرة كي تدفع حكوماتها إلى ممارسة ضغوط على الجزائر من أجل الموافقة على فتح الحدود،وإن كان المغاربة لا يعتبرون ما قاموا به ضغوطا، وإنما محاولات لشرح وجهة نظرهم من الأسباب التي أبقت على قرار غلق الحدود، ولم تطلب منهم شيئا محددا. وكان الوزير المغربي الفهري حث الجزائريين في خطاب ألقاه في الأممالمتحدة الشهر الماضي على التجاوب مع رغبة المغرب بمعاودة فتح حدودها مع جارها الغربي وتطبيع العلاقات الثنائية من دون انتظار الوصول إلى تسوية لقضية الصحراء الغربية، ولم يوقف المغرب منذ زمن بعيد مساعيه من أجل إقناع أو حمل الجزائر على إعادة فتح الحدود بين البلدين، وقادت الرباط حمالات متواصلة، سواء عبر القنوات الرسمية، أو من خلال تحريك وسائط النظام المغربي ، خصوصا وسائل الإعلام وحركات المجتمع المدني وبعض الأحزاب المرتبطة بالمخزن، من أجل الضغط على الجزائر وحملها على إعادة فتلح الحدود البرية، ولجا المغرب في بعض الأحيان إلى قوى سياسية دولية على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإلى بعض أساليب الابتزاز كما فعلت في وقت سابق ما يسمى بالجمعية الوطنية للمغاربة المرحلين قسرا من الجزائر، والتي وصل بها الأمر حد التهديد بمقاضاة الجزائر في المحاكم الدولية. وخلافا للادعاءات المغربية فإن الجزائر لا ترفض إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنة 94، وإنما تطالب فقط بان تدرس مسألة الحدود ضمن سياق العديد من الملفات الأخرى لإيجاد حل شامل يسمح بتطبيع العلاقات بين البلدين.