جددت الرباط أمس دعوتها الجزائر إلى إعادة فتح الحدود، على لسان وزير الخارجية المغربي طيب فاس فهري الذي جاء هذه المرة بمناورة جديدة تتمثل في الدعوة إلى عقد اجتماع يضم وزراء الخارجية والداخلية للبلدين لدراسة المسائل العالقة. عادت الرباط إلى المناورة من جديد حول مسالة فتح الحدود مع الجزائر والقفز على الأسباب التي كانت وراء غلقها قبل 14 سنة عندما بادرت بفرض التأشيرة على الجزائريين وممارسة تضييقات على الرعايا الجزائريين في المغرب، واتهمت أجهزة الأمن الجزائرية بالضلوع في اعتداءات مراكش وهو ما أسقطته لاحقا التحقيقات والتحريات، وتبحث اليوم الرباط عن إعادة فتح الحدود مع الجزائر دون الاعتراف بالخطأ الذي بدر منها آنذاك ودون معالجة المسائل العالقة حيث تشترط الجزائر تأمين حدودها ضد جماعات التهريب والمخدرات قبل فتح الحدود. وقد دعا وزير الخارجية المغربي في تصريح له أمس -عقب استقباله للقائم بالأعمال في السفارة الجزائرية في الرباط- الجزائر إلى قبول دعوة المغرب لفتح الحدود بين البلدين موضحا أن "المغرب تعيد توجيه دعوتها الصادقة من أجل تطبيع العلاقات الثنائية مع جارتها وشقيقتها الجزائر". وأضاف طيب فاس فهري أن المغرب يدعو من جديد إلى إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين بعد أن ظلت مغلقة منذ عام 1994، داعيا إلى إعادة بعث العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وشتى الميادين، ومعلوم ان الرد الجزائري كان واضحا على لسان أكثر من مسؤول بالتأكيد على أن بناء الصرح المغاربي لا يجب أن يكون على حساب بقية شعوب المنطقة لأن اتحاد المغرب العربي لا يقتصر على الجزائروالرباط فقط، كما أكدت الجزائر أنها ضد سياسة الأمر الواقع التي تريد فرضها الرباط مثلما سبق وأن فعلت مع قضية إلغاء التأشيرة دون سابق مشاورات لإحراج الجزائر، ونفس السياسة تنتهجها اليوم بخصوص إعادة فتح الحدود. دعوة وزير الخارجية المغربي التي تعتبر ثاني دعوة توجهها وزارة الخارجية المغربية للجزائر بعد تلك التي أوردها بيان لها في 20 مارس الفارط حملت هذه المرة في طياتها سيناريو استعراضي جديد يعتبر بمثابة خطوة عملية من أجل تحقيق حلم فتح الحدود الذي ما انفك يساور المسؤولين المغربيين في الفترة الأخيرة والتي عبر عنها طيب فاسي فهري بالدعوة إلى اجتماع ثنائي يحضره وزراء الخارجية والداخلية لكل من الرباطوالجزائر بحيث يهدف هذا الاجتماع إلى دراسة وتباحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذا التطرق إلى أهم المسائل التي تسببت في عرقلتها وإبقاء الحدود مغلقة كل هذا الوقت، وهذا بهدف إعادة بعث العلاقات بين البلدين "الشقيقين" وتفعيلها من جديد. وتجدر الإشارة إلى أن الرباط قد وجهت أول دعوة رسمية منها على الجزائر لإعادة فتح الحدود، وهو ما رهنه المسؤولون الجزائريون بتسوية الملفات والمشاكل التي تسببت في غلقها.