ماتزال المملكة المغربية تروج من داخل المملكة ومن خارجها بأنها تسعى للم الشمل المغاربي، وأنها تنتظر ''إشارة'' من الجزائر بخصوص مطلبها الدائم والمتكرر في فتح الحدود وتطبيع العلاقات بين البلدين، حيث لم يفوت وزير الشؤون الخارجية المغربي فرصة تواجده في المملكة البريطانية أمس ليلقي على المسؤولين الجزائريين اللوم فيما آلت إليه العلاقات الثنائية بين الجارتين من جمود، رغم أن الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وضح أسباب التجميد وقدم شروط الجزائر لرفعه• وقال الوزير المغربي، الطيب الفاسي الفهري، في حديث لصحيفة ''الشرق الأوسط'' إنه لم يحدث أي تقدم يذكر في العلاقات الجزائرية - المغربية، وأضاف أن المغرب يتأسف لهذا الوضع، ''لأنه لا يستجيب لتطلعات شعوب المغرب العربي والشعبين الجزائري والمغربي على وجه التحديد''، على حد تعبيره• وحسب الوزير، فإن الجزائر لم ''تتصل'' بالمغرب ولم تمنح ولو حتى إشارة فيما يتعلق بمطلب الرباط بفتح الحدود مع الجزائر، رغم مرور سنوات وهي تنتظر الرد بالمثل بعد أن بادرت بالخطوة، متجاهلا أن المغرب كان هو المبادر باللعب بالسير الحسن للعلاقات بين البلدين، وفرض التأشيرة على الجزائريين، الذين كانوا ينعشون الخزينة الملكية بالعملة الصعبة وآليات الاقتصاد والسياحة المغربية في الجهة الشرقية خاصة، بشكل منفرد ودون إخطار الجزائر، وكأن الجزائر جمهورية للموز، وحدودها من عجين يمكن التصرف فيها، فضلا عن اتهامها بالضلوع في تفجير فندق في مراكش، وهو ما جرى نفيه فيما بعد• ولم يفوت الطيب الفاسي الفهري المناسبة لاتهام الجزائر بانتهاج المناورات والخطط السلبية، على حد تعبيره، بشأن ما أسماه ب ''النزاع المفتعل''، ويعني به النزاع في الصحراء الغربية، وهو الخطاب المعهود الذي يتبناه المغرب الرافض لمساندة الجزائر للشعب الصحراوي في حقه لتقرير مصيره مثلما تنص عليه المواثيق الدولية، وألقى على الجزائر مسؤولية عدم التوصل لحل سياسي لهذا النزاع• وقال إن الإرادة السياسية غير موجودة لدى الطرف الآخر، ويقصد الجزائر• وإن كانت هذه هي رؤية المغرب لنوع العلاقات بين الجزائروالرباط، فإن الجزائر ترى أن علاقاتها عادية مع المغرب وليست سيئة ولا توجد مشكلة بينهما، حسب تصريحات أخيرة لوزير الخارجية، مراد مدلسي، وأن فتح الحدود مع المغرب لا علاقة له بقضية الصحراء الغربية، بينما يحتاج فتح الحدود إلى تأمين من الطرفين، حتى لا يتكرر التهور المزاجي للرباط، وتضبط بكل جد تدفق المخدرات والأسلحة عبر حدودها، حيث تشتكي الجزائر من تفاقم ظاهرة التهريب على الحدود، ما يحتاج إلى عمل الطرفين بشكل جدي من أجل ضبط الأمور•