تسبّبت الأمطار الأخيرة التي تساقطت ليلة أول أمس واستمرّت طيلة يوم أمس في رفع حصيلة المنكوبين، حيث وقفت الشروق على بعض الحالات الأكثر تضرّرا على مستوى العاصمة، وقد قادتنا جولتنا إلى كل من أحياء باب الوادي، القصبة، وادي قريش وبوزريعة، واستمعنا لاستغاثة المتضرّرين الذين رموا جلّ سخطهم على المسؤولين المحليين ورفعوا صوتهم للسلطات الأعلى. احتجّ صبيحة أمس عشرات العائلات المتضرّرة، والتي تسبّبت سوء الأحوال الجوية في تشريدهم، وإصابة بعض أفرادهم بجروح بليغة نتيجة انهيار أجزاء من بناياتهم، ففي دائرة بوزريعة، تجمّعت العشرات من العائلات المنكوبة بكل من أحياء بوفريزي وكونتابات أمام مقر الدائرة من أجل المطالبة بمقابلة الوالي المنتدب للدائرة الإدارية وضرورة التدخّل العاجل لحلّ مشكلتهم، بعدما أصبحت أغلب العائلات مشرّدة بدون مأوى، نفس الدافع أجبر العائلات المنكوبة بكل من باب الوادي والقصبة ووادي قريش إلى التجمّع أمام مقر دائرة باب الوادي، خاصّة وأنّ أغلب البنايات التي يقطنها سكان هذه البلديات تعود إلى عهد الاستعمار. وتحوّلت أفراح بعض العائلات بكلّ من الأحياء المتضرّرة من سوء الطقس بالعاصمة بالمولد النبوي الشريف وتساقط الثلوج إلى أحزان، بعدما وجدت نفسها مشرّدة نتيجة تعرّض سكناتها للانهيار، مثلما هو حال عائلات بحي كونتابات ببوزريعة، من بينها عائلة مولوجي التي قضت ليلة بيضاء بعد انزلاق التربة التي شيّدت فوقها مسكنها الهش، وأجبرها على إخلائه ليلا، وقد أكّدت ربّة العائلة في حديثها للشروق بأنّ الحادث أثار صدمة نفسية لأبنائها، مما جعلها تمنعهم من الالتحاق بالمدرسة نتيجة خطورة الوضع. كما تعرّضت بنايات أخرى بحي بوفريزي إلى الانهيار فوق رؤوس قاطنيها والتي عاشت حالة من الذّعر طيلة ليلة أول أمس، دفعتها إلى الالتحاق بمقر الدائرة الإدارية لبوزريعة للاحتجاج منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس.