دعت عشرة عائلات تقطن بأربع بنايات بحي محمد ريابي الواقع بوسط بلدية بوزريعة، السلطات المعنية إلى التعجيل بترحيلهم إلى سكنات لائقة، وذلك بعد انهيار جزء كبير من أسقف سكناتهم، الأمر الذي بات يشكل خطرا كبيرا على حياتهم. وأعرب سكان الأربع بنايات عن قلقهم جراء الوضع الذي آلت إليه السكنات التي تم ترحيلهم إليها منذ 16 سنة، حيث أن السلطات المحلية لم تعجل بمنحهم سكنات لائقة رغم الخطر الذي يحدق بهم بسبب قدم سكناتهم وتوقّع انهيارها في أية لحظة، حيث تشققات الجدران التي باتت تظهر في كل مكان، مطالبين في ذات الوقت بنصيبهم من البرنامج الترحيل لقاطني السكنات الهشة، الذي سطرته ولاية الجزائر وانطلقت في تنفيذه السنة الفارطة. وقد وقفت ''المساء'' على حالة السكنات وشكلها الخارجي، وكأنها سكنات مهجورة بسبب الحالة المتدهورة للنوافذ وتشققات الجدران، غير أن البلدية التي لا تبعد إلا بحوالي خمسين مترا عن الحي، لم تأخذ هذه السكنات بعين الاعتبار -حسب السكان-، مما جعلهم يترددون يوميا عليها عسى أن يستفيدوا من عملية الترحيل، وهذا في الوقت الذي رصد فيه مبالغ مالية لبناء ''نافورة'' بالقرب من مقر البلدية. وما زاد من مخاوف السكان تساقط أجزاء من أربع بنايات، وحالة المرحاض وقنوات الصرف الصحي التي لم تعد صالحة للاستعمال، كما اهترات أسقف البنايات، ما يسمح بدخول كميات أمطار معتبرة في فصل الشتاء، والتي تصل في غالب الأحيان إلى الأفرشة، بالإضافة إلى التشققات التي تتوسط الجدران، والتي تؤكد خطورة الوضع الذي تعيشه هذه العائلات. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى الرائحة المنبعثة منها وارتفاع درجة الرطوبة التي حالت قدرتهم المالية المحدودة دون إعادة طلائها وترميمها، فضلا عن قطع مؤسسة سونلغاز غاز المدينة عنهم بسبب تراكم ديون السكان القدامى، ما دفعهم إلى اللجوء للتزود بهذه المادة عن طريق شراء قارورات غاز البوتان. والغريب في الأمر هو نشاط المحلات التجارية تحت البنايات، أي في الطابق الأرضي رغم هشاشة البنايات، إلا أن أصحابها لم يعوا بعد الخطر الحقيقي الذي يتربص بهم، حسب تعبير السكان، خاصة أن هذه الأخيرة تعرف إقبالا كبيرا من طرف السكان، والتي وصل عددها إلى أكثر من 10 محلات متنوعة النشاطات ومقهى ومطعم ومخبزة.