كشف، أمس، رئيس اللجنة الفرعية الدائمة لحماية حقوق الإنسان، السيد العياشي دعدوعة، أنه يجري حاليا التحضير لدعوة 22 دولة إلى الجزائر تعرضت أراضيها لتجارب نووية لعقد مؤتمر دولي لكشف خطورة الأمراض والتشوهات التي تفتك بالجزائريين في صحراء رقان بسبب الإشعاعات النووية الناتجة عن التفجيرات الفرنسية في الصحراء الجزائرية سنة .1960 وأوضح السيد دعدوعة، خلال ندوة صحفية عقدها رفقة جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان بالعاصمة لعرض برنامج قافلة أدرار التضامنية، أن مرض السرطان والتشوهات الخلقية ما زالت تتفاقم وسط سكان المناطق المتضررة من التجارب النووية الفرنسية، مضيفا أن القافلة تسعى للوقوف إلى جانب هؤلاء ومساعدتهم اجتماعيا وصحيا من خلال البعثة الطبية التابعة لجمعية أمل والتي سترافق القافلة للمرة الثانية على التوالي لتشخيص الحالة الصحية للسكان. في نفس السياق؛ كشف المتحدث أن جمعية أمل اقتنت مستشفى متنقلا من تركيا سيتم إطلاقه خلال شهر على الأكثر، وهو المستشفى المجهز بكل الوسائل الصحية وسيقوم بتشخيص حالات السرطان والأمراض الأخرى من بدايتها إلى غاية العمليات الجراحية وسيجوب كل الولايات ابتداء من ولاية أدرار التي ستكون محطته الأولى. وأوضح رئيس اللجنة الفرعية الدائمة لحماية حقوق الإنسان أن هذه السنة ستعرف تقديم العديد من المساعدات الاجتماعية للعائلات المعوزة في عدة مناطق من أدرار، خاصة بمنطقة رقان، إضافة إلى تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية وعمليات تشخيص صحية لفائدة سكان المنطقة. كما ثمن السيد دعدوعة مجهودات وزارة التضامن ووزارات أخرى لم تتأخر في تقديم يد المساعدة لفائدة سكان المناطق المتضررة من التجارب النووية الفرنسية، وكشف المتحدث أن وزارة التربية الوطنية ستخصص في كل الأطوار التعليمية اليوم درسا حول بشاعة الجرائم الفرنسية في الصحراء الجزائرية. وأشار السيد دعدوعة، خلال الندوة التي تم عقدها بمقر اللجنة الوطنية لترقية حقوق الإنسان، إلى أن نتائج قافلة أدرار التضامنية لسنة 2011 كانت جد إيجابية، حيث قام الأساتذة المختصون من أعضاء القافلة بحملات تحسيس وتوعية للكشف المبكر عن داء السرطان، خاصة سرطان الثدي الذي تعاني منه نساء أدرار. وكشف المتحدث أنه تم في السنة الماضية إحضار 15 طفلا يعانون من الصمم إلى العاصمة للتكفل بهم صحيا، حيث كانت النتائج جد إيجابية بعدما أصبح 7 منهم يتكلمون بطلاقة، مضيفا أنه تم اكتشاف العديد من هذه الحالات بمنطقة أدرار. من جهتها؛ أشارت الأمينة العامة لجمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان، السيدة كتاب حميدة، أن أعضاء جمعيتها قامت السنة الماضية بعملية تشخيص في الوسط النسوي وتحسيسهن بخطر سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم والتشوهات الجنينية التي تنتقل من جيل إلى آخر والمنتشرة كثيرا في المنطقة بسبب الإشعاعات التي خلفتها التفجيرات النووية، مشيرة إلى أنه تم تكوين الأطباء والممرضين من المنطقة في كيفية التشخيص المبكر للسرطان، وهذا لتفادي قطع مسافات طويلة إلى العاصمة. من جهتها؛ كشفت المحامية فاطمة بن براهم خلال الندوة أنها تحصلت على العديد من الأدلة في ملف التجارب الفرنسية الذي تتابعه منذ عدة سنوات، مضيفة في هذا الصدد أن اعتراف فرنسا بالقيام بتجارب نووية في الجزائر هو وحده دليل قانوني. وبخصوص القوانين الصادرة من قبل السلطات الفرنسية أوضحت الأستاذة بن براهم أن كل القوانين الصادرة كانت نصوصها متحايلة، أهمها تحديد مساحة الإشعاع ب 350 كلم مربعا في حين التقرير الأمريكي يكشف عن 750 كلم مربعا. وكشف منظمو القافلة التضامنية ''أدرار ''2012 أن الاستثناء الذي يميز هذه السنة هو تنظيمها في الفترة ما بين 18 و22 فيفري الجاري بعدما كان تنظيمها في نفس يوم الذكرى المصادف ل 13 فيفري من كل سنة، وهذا نتيجة للتقلبات الجوية التي تشهدها الجزائر منذ أسبوعين.