الدعوة للتطبيقات النظيفة في الفلاحة لتحقيق التنمية المستدامة دعا المشاركون في أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، أمس، حول موضوع الطاقات المتجددة ودورها في التنمية المستدامة، إلى ضرورة التوجه أكثر نحو استخدام الطاقات النظيفة والمتجددة في شتى الميادين الحيوية، لاسيما القطاع الفلاحي باعتبار أن ذلك كفيل بتحقيق التنمية المستدامة وضمان الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمواد الفلاحية الأساسية. وأكد مختصون وخبراء في الفلاحة والطاقات المتجددة في أشغال هذا الملتقى الذي نظم بمقر المعهد بالعاصمة في إطار النشاطات العلمية والتقنية التي يقوم بها المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة في الميدان الفلاحي والزراعي، خاصة ما تعلق باستخدامات الطاقات المتجددة والنظيفة كالرياح والمياه.. لاسيما بمنطقة جنوب الوطن من أجل تحقيق وفرة المنتوجات وتقليص التكاليف المادية المخصصة في إطار المواسم الفلاحية عبر السنة. وأوضح الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، السيد أحمد فروخي، في تدخله أن النشاطات الفلاحية والزراعية الحالية صارت أكثر من أي وقت مضى تعتمد على الأساليب التكنولوجية النظيفة والمتجددة كالطاقات الشمسية، الرياح والمياه.. لثبوت فاعليتها في تحقيق منتوج فلاحي صحي في منأى عن الأمراض والآفات أو الحشرات التي تكبد المحاصيل خسائر مادية معتبرة. ودعا السيد فروخي إلى أهمية الاستفادة من هذه التجارب الحديثة المعمول بها في عدة دول أوروبية وتجسيدها في سياسة التجديد الريفي والفلاحي، نظرا للمساحات الفلاحية الهائلة التي تتمتع بها الجزائر، مقترحا تبادل الخبرات والتجارب مع مهندسي الفلاحة الأوروبيين للاستفادة من تطبيقاتهم في هذا المجال. ومن جهته؛ أبرز المدير العام للمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، السيد عبد الحميد يحياوي، الأهمية البالغة لاستخدام الطاقات المتجددة والنظيفة في الميدان الفلاحي والزراعي، موضحا أن الاتجاه العام للجزائر يكمن في التجديد الفلاحي والريفي من خلال وضع مجموعة من الآليات كتقنين الفلاحين وطمأنتهم بتوفير العقار الفلاحي وتشجيعهم على إنشاء مستثمرات فلاحية جديدة للزراعة وتربية المواشي والأبقار، مذكرا بعدة ولايات من الجنوب التي قطعت أشواطا معتبرة في ذلك بنسبة 80 بالمائة على غرار بسكرة. وأشار - في السياق - إلى برنامج تقوية القدرات البشرية القائم على الدعم التقني والموجه أساسا لتكوين الإطارات والفلاحين والهادف لتطوير وتقوية الإنتاج الفلاحي وإقامة تنمية مستدامة مع استغلال الإمكانيات المتوفرة في المناطق الريفية في إطار رؤية منسجمة. وعن تأمين الغذاء بالجزائر؛ عبر السيد يحياوي عن تفاؤله بتجسيد 20 ألف مستثمرة فلاحية خلال السنة الجارية 2012 لفائدة الشباب، داعيا إلى ضرورة تحفيزهم ومرافقتهم في مشاريعهم الاستثمارية عبر وسائل الإعلام. وذكر المدير العام للمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي بالمشروع الذي سطرته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتنسيق مع الإذاعات الجهوية في إطار تحسيس الفلاحين وإعلامهم بجديد القطاع، مشيرا إلى الشروع في إنتاج برامج فلاحية متبوعة بإرشادات لفائدة الفلاحين إلى جانب برمجة قوافل تحسيسية عبر كافة ربوع الوطن لشرح سياسة التجديد الفلاحي والريفي التي سطرتها الوصايا فيهذا المجال.