خلفت مواجهات مسلحة بين نشطاء فلسطيين ووحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مصرع ثلاثة جنود إسرائيليين عندما كانوا يقومون بعملية اقتحام في قطاع غزة· كما خلفت الاشتباكات استشهاد تسعة فلسطينيين من بينهم طفلين في غارة جوية ضمن عملية اقتحام سعت قوات الإحتلال من خلالها الإبقاء على ضغطها العسكري على قطاع غزة بدعوى وقف استهداف المستوطنات اليهودية بصواريخ القسام· وتعد هذه أكبر خسائر بشرية تتكبدها قوات الإحتلال على أيدي عناصر المقاومة الذين لم يستسلموا لمنطق القوة العسكري الإسرائيلي، حيث كانت وحدات الجيش الإسرائيلي تعبث فسادا وتقتيلا في أوساط المدنيين الفلسطينيين وتغادر دون خسائر تذكر· وهي حصيلة ستدفع بهذه القوات وقياداتها إلى مراجعة حساباتها قبل القيام بأية مغامرة عسكرية في عمق قطاع غزة كما اعتادت فعله في كل مرة منذ فك الإرتباط بهذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ سنتين· وشرعت وحدات إسرائيلية فجر أمس في أوسع عملية اجتياح في شرق قطاع غزة مما أدى لاندلاع مواجهات عسكرية مع عناصر المقاومة الذين تصدوا لهذه العملية مما أدى إلى استشهاد تسعة منهم· كما لقي ثلاثة جنود إسرائيليين مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة عند أحد السياجات الأمنية الإسرائيلية المقامة على حدود قطاع غزة في جنوب نحال عوز· وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس مسؤوليتها على هذه العملية وأشارت إلى أن الجنود الإسرائيليين الثلاثة وقعوا في كمين مدبر بإحكام عندما وضع مقاتلون فلسطينيون وحدة إسرائيلية بين فكي كماشة نيرانهم مما مما أدى إلى قتل ثلاثة من بينهم· وقال ناطق باسم كتائب عز الدين القسام "أن الكمين يُعد رسالة للعدو الصهيوني وتأكيدا له بأن قطاع غزة سيبقى جحيما لجنوده وأن مخططاته سيتم إفشالها هناك"· وقالت مصادر فلسطينية أن عناصر المقاومة استعملت صواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون رغم قيام طائرات إسرائيلية بقصف مواقع المقاومة· وسبق لقوات الإحتلال أن خسرت جنديين الأسبوع الماضي في عملية فدائية لعناصر المقاومة استهدفت معبر نحال عوز الأمين جنوب قطاع غزة·ولا يستبعد أن تتخد إدارة الإحتلال من عملية أمس ذريعة لاقتراف أبشع المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين بدعوى حماية جنودها الثلاثة لقوا حتفهم في داخل الأراضي الفلسطينية وعندما كانوا يتأهبون لاقتراف أبشع الجرائم· وكانت تصريحات رئيس إدارة الإحتلال الإسرائيلي شمعون بيريز أمس الموجود في زيارة إلى بولونيا ردا على العملية الفدائية أمس، أن إدارته ستواصل محاربة من أسماهم بالإسلاميين في إشارة إلى عناصر المقاومة الفلسطينية· والمؤكد أن عملية معبر نحال عوز ستلقي بظالها على مفاوضات السلام الجارية حاليا بين إدارة الإحتلال والسلطة الفلسطينية والتي ستعود دون شك إلى نقطة البداية·