يقيم الفنان التشكيلي محفوظ عليان حاليا معرضا تشكيليا يتضمن 23 لوحة أغلبها حول موضوع المرأة، واختار لها الأسلوب الواقعي لنقل يوميات وخصوصيات النواعم الجزائرية بصدق. يتميز المعرض الذي يتوسط بهو فندق ''الهليتون'' بالاحترافية وطغيان موضوع المرأة عليه، حيث تظهر في أشكال ومواضيع مختلفة عبر 23 لوحة. في حديثه ل''المساء'' أشار الفنان عليان إلى أن موضوع المرأة لازم مسيرته الفنية إلى حد أن بعض مقريبه يصفه ب ''فنان المرأة''، وهو فخور بذلك، خاصة إذا تعلق الأمر بالمرأة الجزائرية التي تعد رمزا يجسد وطننا الحبيب الجزائر. وأضاف ''إن المرأة رمز للحياة وللميلاد وللأوطان ولكل شيء حي وجميل، فهي العطاء المرتبط دوما بالأمومة''. ما يلاحظ في لوحات عليان، أن المرأة تظهر فيها بشكل تقليدي وكأنها جزء من التراث، وفي هذا الخصوص يعلق الفنان قائلا ''أنا فنان جزائري في المقام الأول لذلك علي -ومن واجبي أيضا - إبراز هوية المرأة الجزائرية التي هي هويتي، وبالتالي فأنا قادر أكثر من غيري على ترجمة هذه الخصوصية فنيا، بينما تتناقص هذه القدرة إذا ما تناولت موضوع المرأة الكندية أو الصينية أو غيرها''. يحرص عليان على إظهار خصوصية العادات والتقاليد الجزائرية من خلال المرأة، ويثير هذا التناول إعجاب الزائرين من الجزائريين والأجانب حتى أن البعض حملوا لوحاته التي اشتروها منه إلى عدة دول خاصة إلى نيويورك حيث عرض بعضها هناك. من اللوحات الجميلة التي تعرض بالهيلتون لوحة ''حاملة الماء''، التي تبرز المرأة الريفية التي تجلب الماء بجرتها الجميلة وهي في كامل سعادتها، وكذا لوحة ''المرأة الراقصة'' التي تبرز الأعراس التقليدية، إضافة الى الكثير من اللوحات منها ''بنت بوسعادة''، ''المرأة التارقية'' و''ملمح امرأة''، ''المرأة في حركة'' و''المرأة الحامل'' وغيرها وكلها تظهر فيها المرأة بزيها التقليدي الجميل، خاصة القبائلي والصحراوي والنايلي. كما يتوقف هذا الفنان كثيرا عند ملامح الوجه ويوظفها لإثارة موضوع ما، كموضوع الفرح أو الغضب أو قسوة الحياة أو متاعب الحمل وهكذا. تبرز اللوحات طابعا جزائريا محضا يقصده الفنان للتعريف بالشخصية الجزائرية، خاصة في المعارض التي تقام خارج الوطن (خاصة أوربا وأمريكا). وعلى هامش المعرض اشتكى هذا الفنان المحترف ل''المساء'' من ظروفه المعيشية الصعبة التي حالت دون تحقيق بعض مشاريعه الفنية. مؤكدا أن لوحاته هي المصدر الوحيد لرزقه الذي تقتات منه زوجته وأبناؤه الثلاثة وأن أكثر اللوحات مبيعا عنده هي لوحات الاسلوب الواقعي، مما يضطره في احيان كثيرة للالتزام بهذا الأسلوب ضمانا لمداخيله. علما أن له العديد من المشاريع والإنجازات في أساليب فنية أخرى منها الفن المعاصر، ناهيك عن توقيفه لبحوثه العلمية التي يجد صعوبة في تمويلها وبالتالي تحقيقها، وهذا ما يعطل - حسبه - ''عملية الإبداع''. الفنان أكد ل''المساء'' أنه سيتوجه قريبا الى وزارة الثقافة لطلب دعمها، خاصة وأنه فنان مشهود له بالكفاءة وبمسيرة متميزة، وهو الآن في سن ال 60 سنة، وكان قد رفض بعض الدعوات التي وجهت له من الخارج كي لا يبتعد عن بلده الأم الجزائر، لذلك يتمنى أن ينال حقه أو أن يحقق بعض المشاريع، خاصة فيما يتعلق بجانب تعليم الشباب الهاوي في مدرسة خاصة أو في بعض معاهد الدولة. للإشارة، فإن عليان محفوظ خريج الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، ببروكسل (بلجيكا) ومتحصل على الجائزة الكبرى لملصقة بروكسل عام 1984 وعلى الجائزة الكبرى لمدينة الجزائر عام 1994 وشارك في العديد من المعارض بالعاصمة وتيزي وزو وبالخارج. المعرض الحالي لعليان لم يحدد بعد تاريخ اختتامه، ولا يزال يستقطب الجمهور، خاصة وأن الجزائريين هم أكثر من يقتني لوحاته عكس الأجانب من السياح الذين يكتفون بالاستمتاع بلوحاته أو شراء بعضها فقط لعرضها بالخارج. تستمر الألوان في سحر الجمهور، خاصة تلك التي تحمل لون تراب الجزائر الأسمر وبعض الألوان الساخنة كالأحمر الآجوري والأزرق والأخضر والأصفر الترابي والبرتقالي لتبرز دفء هذا الوطن.