روسيا تتمسك بموقفها ومحاولات غربية وعربية لإقناعها بالتصويت ضد الأسد كشف عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، المعارض أحمد رمضان، النقاب عن أن السعودية سوف تعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا رسميا للشعب السوري، وذلك تزامنا مع رفع دول الخليج للملف السوري إلى مجلس الأمن، حيث من المقرر أن يصوت المجلس على ”المبادرة العربية بشأن سوريا” الأربعاء المقبل، وسط محاولات غربية وعربية لإقناع روسيا بالتصويت ضد الأسد، وهو الأمر الذي مازالت ترفضه القيادة الروسية. وصرح رمضان لصحيفة (الراي) الكويتية الصادرة الجمعة بأن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أبلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة، الأسبوع الماضي، وكان هو في عداده ”إن المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري”. وأوضح رمضان أن الوزير السعودي إن ”الدول العربية واثقة من أن النظام السوري هو من أفشل بعثة المراقبين العرب. وأكد لنا أنه إذا لم تتجاوب دمشق مع الحلول العربية، فالملف السوري سيذهب إلى مجلس الأمن”. وكان وزير الخارجية السعودي أعلن في الجلسة المغلقة للجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري بالقاهرة الأسبوع الماضي، أن بلاده ستسحب مراقبيها من سورية لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر الخطة العربية. وأكد أن بلاده لن تقبل بأن تكون ”شهود زور يستخدمها أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري”. ودعا الفيصل المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بما في ذلك الدول الإسلامية وروسيا والصين وإلى ممارسة كل ضغط ممكن في سبيل إقناع الحكومة السورية بتنفيذ المبادرة العربية. وانتقد الوزير السعودي الاتهامات التي وجهها المسؤلون السوريون للدول العربية بالتآمر عليهم، متسائلا هل من شيم العرب أن يقتل الحاكم شعبه وهل مهمة الجيوش العربية أن تفتك بمواطنيها؟ وأكد أن الوضع في سورية بالغ الخطورة ويتطلب من الجميع تحمل المسؤلية أمام الدم البريء الذي يسفك يوميا، لافتا إلى أن الحكومة السورية لم تلتزم على أرض الواقع بأي من بنود الخطة. وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) قد ذكرت أن الفيصل عقد لأول مرة اجتماعا في القاهرة الأسبوع الماضي مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الدكتور برهان غليون، ناقشوا خلاله ”الأوضاع بسورية في ضوء استمرار أعمال العنف والقتل”. ومن جهة أخرى، أعلن دبلوماسي عربي أن المحادثات بين سفراء الدول العربية ونظرائهم الغربيين حول مشروع قرار لدعم مبادرة الجامعة العربية التي اعتمدت في القاهرة الأحد الماضي، تسير بشكل إيجابي، مرجحا أن يعقد مجلس الأمن تصويتا بشأنه يوم الأربعاء المقبل. وقال الدبلوماسي، وفقا لمصادر إعلامية، إن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ورئيس اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا، الشيخ حمد بن جاسم، سيمثلان الجامعة في المجلس بعد ظهر الإثنين المقبل، خلال اجتماع وزاري مفتوح قد تحضره وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وعدد من الوزراء الأوروبيين. وحول الطلب الروسي بحضور رئيس بعثة مراقبي الجامعة في سوريا، الفريق محمد أحمد الدابي، إلى المجلس، قال الدبلوماسي إن السفراء أعربوا عن رغبتهم في عدم التدخل في هذه القضية وسيتركونها لرئيسه، لاتخاذ قرار، مرجحا عدم حضور الدابي. واجتمع سفراء الدول العربية والغربية في وقت سابق أمس، بمقر البعثة البريطانية، ثم توجهوا بعد الاجتماع مع أعضاء المجلس إلى المجلس لعرض القضية. وقال الدبلوماسي إن السفراء العرب أصروا على الإشارة إلى موضوع مبادرة الجامعة في مشروع القرار وعدم التطرق إلى غيره من المواضيع، مثل فرض حظر على الأسلحة، وهو ما وافق عليه السفراء الغربيون. كما لفت إلى أن سفراء الدول العربية أصروا على أن يشمل مشروع القرار نقل الرئيس بشار الأسد السلطة إلى نائبه دون تنحيه، ليبقى سيناريو حفظ ماء الوجه بالنسبة له بأن يبقى رئيسا رمزيا دون صلاحيات، في خطوة وصفت بأنها تهدف لإغراء الروس للموافقة على المبادرة. وقال الدبلوماسي المقرب من المحادثات، إن السفير الفرنسي سيناقش مشروع القرار مع نظيره الروسي، الذي يرفضه حتى الآن.