وزّعت أوّل أمس مؤسسة الملك فيصل الخيرية، مُمثَّلة في هيئة جائزة الملك فيصل العالمية وأمانتها العامة، الجوائز على الفائزين بها هذا العام، بفروعها الخمسة وهي؛ خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب والعلوم. فاز بالجائزة في مجال ''خدمة الإسلام''، الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي؛ وذلك لما قام - ويقوم- به من أعمال خيرية عظيمة داخل وطنه وخارجه، وفاز بها في مجال الدراسات الإسلامية معالي الدكتور عدنان بن محمد الوزان، المدير السابق لجامعة أم القرى؛ وذلك عن موسوعته المؤلّفة من ثمانية أجزاء حول حقوق الإنسان في الإسلام، الذي هو موضوع الجائزة هذا العام. وعادت الجائزة في مجال اللغة العربية والأدب - وموضوعها هذا العام- ''جهود الأفراد أو المؤسسات، في المعالجة الحاسوبية للغة العربية'' لكلٌّ من الدكتور علي حلمي موسى من جامعة عين شمس، والدكتور نبيل علي عبد العزيز، المستشار لإدارة شركة النظم العربية المتقدِّمة بالقاهرة، وذلك لما للأوّل من ريادة علمية أسهمت في توظيف الحاسوب لخدمة اللغة العربية بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي الميلادي، ولما للثاني من بحوث علمية وإسهامات عملية في اللسانيات الحاسوبية العربية. أمّا الجائزة في مجال الطب - وموضوعها هذا العام ''الحد الأدنى للتدخل العلاجي للأَجِنَّة''- ففاز بها عالمان أمريكيان؛ أحدهما البروفيسور ريتشارد بيركويتز من مركز كولومبيا الطبي بنيويورك، وثانيهما البروفيسور جيمس بسل من كلية الطب في جامعة كورنيل بنيويورك؛ وذلك لعملهما معاً أكثر من عقدين في دراسة التاريخ المرضي والمعايير التشخيصية المثلُى، ولخبرة كل واحد منهما في مجال أمراض النساء والولادة، بحيث تمكَّنا من تطوير طرق البحث والوصول إلى نتائج مُهمَّة رائدة. جائزة العلوم - وموضوعها هذا العام علم الحياة (البيولوجيا) - فاز بها البروفيسور الأمريكي ألكسندر فارشفِسكي، أستاذ بيولوجيا الخلية في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا؛ وذلك لاكتشافاته المُهمَّة في ميدان فهم عمل الخلية الحيَّة، وأهمِّية دور هدم البروتينات في تنظيم وظائفها، وقد فتحت تلك الاكتشافات مجالاً جديداً في علم الحياة، كما أصبحت أساساً في تطوير البحوث في مجالات أهمّها؛ بحوث السرطان وأمراض الأعصاب والمناعة. ومن الجدير بالذكر أنّ الأمانة العامة للجائزة - بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجمعية السعودية لعلوم الحياة- نظمت محاضرة عنوانها ''اكتشافات جديدة حول تنظيم عمل الخليَّة الحيَّة بواسطة البروتين المنظم''، ألقاها الفائزة بالجائزة في العلوم؛ البروفيسور ألكسندر فارشفِسكي، الأستاذ في معهد كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وبالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصّصي ومركز الأبحاث، ألقيت محاضرة ''نقص تعداد الصفائح الدموية في الأَجِنَّة لعدم تجانس الصفائح لدى الجنين والأم''، وقد ألقاها كلٌّ من الفائزين بالجائزة في الطب؛ البروفيسور ريتشارد بيركويتز من جامعة كولومبيا، والبروفيسور جيمس بسل من جامعة كورنيل بنيويورك، وتناولت نتائج سلسلة من البحوث المتعمِّقة التي أجراها العالمان على مدى أكثر من عقدين. وجائزة الملك فيصل العالمية ثمرة من ثمار مؤسّسة الملك فيصل الخيرية الرائدة في أسلوب عملها، وهي مؤسّسة أنشأها أبناء ذلك الملك، رحمه الله، وبناته عام 1396ه/1976م، وقد سارت الجائزة منذ وُضْعِ نظامها عام 1977م سيراً رشيداً؛ آملة تحقيق الأهداف المرجوة من إنشائها، وفي طليعة تلك الأهداف تقدير روَّاد العمل الخيري النافع لأمة الإسلام وللبشرية كلِّها، وتقدير روَّاد الباحثين في المجالات المعرفية المختلفة، وقد فاز بها بفروعها الخمسة منذ بداية منحها عام 1399ه/1979م، مئتان وثلاثة وعشرون من أربعين دولة. ولعلَّ من الجدير بالذكر، أنّه كانت لجائزة الملك فيصل العالمية ريادة في تكريم علماء وباحثين؛ وبخاصة في ميداني الطب والعلوم، ذلك أنّ خمسة عشر فائزاً أو فائزة بها، مُنحوا بعد فوزهم بها جائزة نوبل، وأنّ عدداً آخر نالوا بعد نيلهم إياها، جوائز تضاهي هذه الجائزة مكانة، وإضافة إلى ذلك، فقد حظيت المرأة بنصيب أوفر بجائزة الملك فيصل العالمية، فقد فاز بها خلال مسيرتها تسع نساء، أربع في اللغة العربية والأدب، وأربع في الطب، وواحدة في الدراسات الإسلامية، ونسبة هؤلاء الفائزات بها أعلى من أي نسبة وصلت إليها الفائزات بأي جائزة عالمية أخرى.