تعود أزمة الوقود وتزداد تفاقما بقطاع غزة لتزيح النقاب مرة أخرى عن حقيقة حسابات دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وقبلها في ليبيا لكنها لا تجد أي حرج لعجزها عن إصدار ولو إدانة لمآسي شعب بأكمله يئن تحت حصار قاتل لم يشهد له العالم مثيلا، وإلا كيف يمكن تفسير هذا السكوت القاتل إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض للموت البطيء على يد إسرائيل التي لا تجد من يردعها؟ وفي أية خانة وأي منطق يمكن وضع سكوت المتفرجين على آلام شعب بأكمله، وعلى وفاة ثلاثة أطفال بسبب ''شمعة'' لجأت إليها عائلات فلسطينية من اجل قليل من النور فحولت منازلها إلى ركام. والمفارقة فيما يحدث اليوم هو تعمد اسرئيل في استفزاز الفلسطينيين والعرب عامة بقطع الوقود عن غزة في كل مرة لتمدهم بعد ذلك بكميات قليلة من حين لآخر عن طريق المنظمات الدولية لتظهر للعالم أنها إنسانية وكأنها تذكر الفلسطينيين بقولها أن مصيركم بيدي وأنا أحييكم وأنا أميتكم . والمؤسف في كل هذا هو جمود الآلة الدبلوماسية العربية والغربية التي منحت بالأمس الضوء الأخضر لتدخل الناتو في ليبيا في وقت قياسي لتحرير هذا البلد من الديكتاتورية والظلم لتصاب بالعجز كلما تعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين وجرائم الإنسانية التي تقترفها إسرائيل. والحقيقة في كل هذا أن لا احد بإمكانه إنكار أن ما يتعرض له فلسطنيو القطاع هو عقاب جماعي مسلط من طرف الصهاينة على شعب أعزل، كما انه اعتداء صارخ على حقوق الإنسان والمدنيين إلا أن ذلك لم يحرك ضمائر من يدّعون الدفاع عن هذه الحقوق بالرغم من بشاعة الجريمة المقترفة في حق هذا الشعب الذي لا يطلب سوى الحرية والحصول على شيء من الثورة في غزة التي يحاصرها الظلام.