دعا رئيس حزب الحرية والعدالة، السيد محمد السعيد، أمس، مناضلي حزبه إلى العمل على إقناع الناس بأن التغيير ضرورة ملحة لاعتبارات داخلية وخارجية والابتعاد عن إغراء الناخبين خلال الحملة الانتخابية بالوعود غير الواقعية، كما أوصى المتحدث بضرورة التحلي بالأخلاق وتفضيلها على الماديات، مشددا في نفس الوقت على التقيد بكل توجيهات وتعليمات الحزب. وشدد السيد محمد السعيد في كلمة ألقاها بمناسبة حفل أداء متصدري قوائم حزبه في الدوائر الانتخابية اليمين بفندق السفير بالعاصمة، على ضرورة الاهتمام بالجانب التنظيمي للحملة الانتخابية، داعيا - في السياق - إلى استغلال كل أيام الحملة الانتخابية وعدم الاكتفاء بعطل نهاية الأسبوع لتنظيم المهرجانات الشعبية، وذلك من أجل مخاطبة أكبر عدد ممكن من الناخبين. كما دعا المتحدث مناضليه إلى فتح قنوات اتصال عبر شبكة الأنترنت لمخاطبة الوعاء الانتخابي والتواصل معه عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة على شبكة ''الفايسبوك'' كخطوة أساسية لبناء الحزب، موضحا بأن الغاية الأولى من إنشاء حزب الحرية والعدالة تتمثل في بناء حزب عصري جاد وفعال وأن مشاركته في الانتخابات التشريعية القادمة تعد خطوة أولى لإنجاز هذا المشروع. وبعدما ذكر بمجموعة المعايير الأساسية التي حددها القانون الأساسي لحزبه في اختيار مرشحيه بالولايات، برر رئيس حزب الحرية والعدالة خيار الدخول في التشريعيات القادمة في 30 دائرة انتخابية بإقتناعه أن ''الواقعية يجب أن تتغلب على الطموح الزائد''، واصفا الاستحقاقات القادمة بالمسؤولية الثقيلة التي تفرض على المشاركين فيها اختيار من هم قادرون بأخلاقهم وكفاءتهم على خدمة الشأن العام وتقديم البديل الأفضل الذي يتطلع إليه الشعب لحل مشاكله. وبخصوص تأدية متصدري حزبه للقوائم في الدوائر الانتخابية اليمين، أكد رئيس حزب الحرية والعدالة أن هذا الفعل الرمزي يأتي حرصا من الحزب على إرساء تقاليد جديدة لبعث حياة سياسية تبدأ بإعادة الاعتبار للالتزام الحزبي والوفاء له لكي لا تتزعزع البرامج والنصوص التنظيمية للحزب. كما أكد أن حزبه سيعمل على المساهمة من أجل إقناع المواطنين بأن التغيير ضرورة ملحة لا مفر منها لاعتبارات داخلية وخارجية، موضحا أن التغيير السلمي ممكن عبر العمل السياسي النظيف. وبالمناسبة؛ كشف رئيس حزب الحرية والعدالة أن عدد مرشحي حزبه في الدوائر الانتخابية الثلاثين يصل إلى 311 مرشح لا يتجاوز معدل سنهم 37 سنة، مضيفا أن نسبة التمثيل النسوي في القوائم تمثل 34 بالمائة من مجموع عدد المترشحين، فيما تصل إلى 100 بالمائة في الدائرة الانتخابية لولاية تيسمسيلت. وأوصى المتحدث في الأخير مرشحي حزبه بأن يكونوا طلائع لجزائر جديدة تشيع فيها الأخلاق والقيم وأن يعملوا على تبليغ رسالة الحزب، معتبرا أن العمل السياسي عمل يتنافس عليه الخيرون وليس بابا للاسترزاق والربح والمتاجرة بوعود غير واقعية. كما حث محمد السعيد المناضلين على خوض حملة انتخابية نظيفة من خلال ضبط النفس والابتعاد عن الشتم والتجريح، كاشفا بأنه سينشط خلال الحملة الانتخابية تجمعات شعبية في 21 ولاية لدعم مرشحي حزبه في التشريعيات القادمة.