صرح وزير الصيد البحري والموارد الصيدية، السيد عبد الله خنافو، أنه سيتم التخفيض بطريقة تدريجية في قيمة الدعم المالي الممنوح للمستثمرين في مجال تربية المائيات وذلك بسبب عدم الإسهام بمردود إيجابي في القطاع. (وأج) وأوضح الوزير خلال زيارة تفقد لولاية سكيكدة أول أمس أنه تم اتخاذ هذا القرار ''بعد أن اتضح أن أغلب المستثمرين الذين قدم لهم دعم في السابق لم يسهموا في تحقيق مردود إيجابي للقطاع'' في هذا المجال، مشيرا إلى أنه ''على المستثمرين أن يعتمدوا من الآن فصاعدا على إراداتهم في تسيير المشاريع الخاصة بهم''، وأضاف السيد خنافو أن الدعم ''سيستمر في بعض الحالات فقط'' وأن وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية ''لن تتعامل في المستقبل إلا مع المستثمرين الذين أثبتوا نجاعة'' وقدرة في تسيير وإنجاز مشاريعهم خلال التجربة الأولى التي خاضتها الوزارة في مجال تربية المائيات. ومن جهة أخرى، علم من المسؤولين المحليين للقطاع أنه في إطار البرنامج الخماسي 2010 - 2014 الخاص بتنمية تربية المائيات ونظرا لمحدودية منتوج الصيد البحري أعطيت أهمية وأولوية كبيرة لتشجيع الاستثمار في مجال تربية المائيات. وقامت - في هذا الصدد - مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية سكيكدة بالتنسيق مع القطاعات المعنية من مديريات السياحة والبيئة والغابات والفلاحة باختيار مواقع ملائمة على مستوى الإقليم البحري لسكيكدة موجهة للاستثمار في تربية الأسماك كالقجوج (الدوراد) وذئب البحر وكذا تربية الأصداف في الأقفاص العائمة، حسبما أفاد به ذات المصدر. وتم في خطوة أولى اختيار موقعي ''بني سعيد'' بالقل و''تمانارت'' ببلدية الشرايع (أقصى غرب سكيكدة) بعد خضوعهما للمصادقة التقنية من لجنة وزارية وممثلين من المركز الوطني للبحث وتنمية الصيد البحري وتربية المائيات لتوفرهما على الشروط الضرورية كنوعية المياه الملائمة لمثل هذا النشاط في انتظار اختيار مواقع أخرى. واطلع الوزير خلال زيارته على مدى تقدم أشغال إنجاز 6 أحواض جديدة لتربية الجمبري على مستوى المزرعة النموذجية لتربية الجمبري بمنطقة الوادي الكبير ببلدية المرسى (أقصى شرق سكيكدة) والتي ستضاف إلى الأحواض الأربعة الموجودة من قبل. للإشارة؛ فإن هذه المزرعة التي دخلت حيز الإنتاج السنة المنصرمة في إطار شراكة جزائرية جنوب كورية بإنتاج 1 طن من الجمبري في مرحلة أولى ستنتج ما بين 20 إلى 30 مليون يرقة سنويا ومن 3 إلى 5 طن من الجمبري الياباني التجاري في السنة. للتذكير؛ فإن المزرعة النموذجية لتربية المائيات بالمرسى شرعت في النشاط بداية سنة 2009 وهي تتربع على 15 هكتار، حيث كان نصيب الجانب الجزائري ضمن هذا الاستثمار 210 مليون دج إلى جانب التكفل بالطريق المؤدية إلى الموقع وكذا ربطه بشبكتي المياه الصالحة للشرب والكهرباء، يضاف إلى ذلك التكفل بأشغال توسيع المزرعة في المستقبل في حين بلغ نصيب الجانب الكوري 3,2 مليون دولار أمريكي والذي يتكفل بتكوين إطارات جزائرية في كوريا إلى جانب تقديم الخبرة والمتابعة لمدة عام كامل بالمزرعة لأجل تسليمها كليا إلى الجانب الجزائري. من جهة أخرى، فقد تم خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية إنتاج 1009,36 طن من مختلف أنواع الأسماك مقابل1103,40 طن خلال الثلاثي الأول من السنة المنصرمة. وكان الوزير قد أعطى قبل ذلك إشارة انطلاق يوم تحسيسي وتوعوي جهوي حول الأمن البحري بالمعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات بالقل (غرب سكيكدة).