أدانت الجزائر أمس الجمعة محاولة الانقلاب العسكري في غينيا بيساو ودعت كل الأطراف ''إلى التعقل والحكمة لإعادة الشرعية في أقرب الآجال'' . وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني في تصريح له ''أن الجزائر التي تبقى متمسكة بموقفها المبدئي المتمثل في رفضها بشدة التغييرات اللادستورية تدين محاولة الانقلاب العسكري في غينيا بيساو وتدعو كافة الأطراف إلى التعقل والحكمة لإعادة الشرعية في أقرب الآجال'' . تعيش غينيا بيساو على وقع محاولة انقلاب عسكري جاءت عشية انتخابات رئاسية كانت مقررة في ال 29 أفريل الجاري. واحتجز الانقلابيون رئيس الوزراء والمرشح الرئاسي كارلوس غوميس جونيور واقتادوه إلى وجهة مجهولة في نفس الوقت الذي اعتقلوا فيه الرئيس بالوكالة ريماندو برييرا. وقال شهود إن مقر المرشح غوميس جونيور تعرض لهجوم بالقذائف الصاروخية قبل أن تقوم تعزيزات عسكرية بفرض طوق أمني حول القصر الرئاسي وغلق كل الطرق المؤدية إليه. وسارع الانقلابيون إلى التأكيد أنه ليست لديهم أية طموحات للاستيلاء على السلطة، لكنهم أرغموا على القيام بحركتهم من أجل التصدي لمناورات دبلوماسية لحكومة غينيا بيساو تهدف إلى ''إقصاء القوات المسلحة الغينية البيساوية لصالح قوة أجنبية''. وبررت هيئة الأركان في بيان أصدرته أن محاولة الانقلاب جاءت من أجل التنديد بما وصفته ب''اتفاق عسكري سري'' وقعه الوزير الأول كارلوس غوميس جونيور والرئيس بالنيابة رايماندو بيريرا وحكومة غينيا بيساو ونظيرتها في أنغولا''. وحسب الجيش فإن ''هذا الاتفاق يهدف إلى منح الشرعية للقوات الأجنبية وبالضبط البعثة العسكرية الأنغولية ''ميسانغ'' في غينيا بيساو من أجل حماية الحكومة في حال اندلاع أزمة''. لكن البيان لم يحدد الأطراف التي تسيطر على الحكم في الوقت الراهن. وكان جورج شيكوتى رئيس الدبلوماسية الأنغولية قد أعلن خلال زيارته إلى بيساو الإثنين الماضي عن قرب موعد سحب تلك القوات التي يبلغ تعدادها مائتي رجل والتي لم يتم الإعلان عن وجودها رسميا في هذا البلد. ويخيم التوتر في هذا البلد الإفريقي الصغير منذ عدة أيام خشية اندلاع أعمال عنف في المستعمرة البرتغالية السابقة التي عرفت عدة انقلابات ومحاولات انقلاب عسكرية وأعمال عنف سياسية منذ استقلالها في .1974 وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة الانقلاب في غينيا بيساو والمطالبة بالتهدئة، حيث طالبت البرتغال القوة الاستعمارية السابقة لهذا البلد المجموعة الدولية بالاهتمام بهذا البلد من أجل مساعدته على العودة إلى الهدوء والشرعية. وأدان الرئيس البرتغالي حنبعل كفاكو سيلفا بشدة الانقلاب العسكري وقال إنه في حال ''لم تتحرك المجموعة الدولية وتتخذ موقفا حازما فإن العسكريين سيكونون مصدرا للعنف''. من جانبه، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ بشدة الانقلاب العسكري الجاري في غينيا بيساو وقال إن ''الاتحاد الإفريقي لا يقبل بالاستيلاء على السلطة بطرق غير شرعية التي تهدد مسار الديمقراطية في هذا البلد''. والموقف نفسه عبرت عنه الصين التي لم تخف قلقها البالغ إزاء الوضع القائم في غينيا بيساو.