رغم الأجواء الحزينة والآيات القرآنية المنبعثة من مقر ''الجاحظية'' حدادا على الرئيس الراحل أحمد بن بلة، نظمت الجمعية صباح أمس بمناسبة يوم العلم حفل تسليم جائزة ''مفدي زكرياء'' العربية للشعر التي فاز بها الشاعر التونسي مكي الهمامي بحضور وجوه ثقافية وطنية ورجالات الإعلام. بعد تلاوة الفاتحة ترحما على فقيد الجزائر والأمة العربية، الرئيس الراحل أحمد بن بلة، رحب رئيس الجمعية الأستاذ محمد تين بالحضور، خاصة رئيس الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة الذي دأب منذ إنشاء الجائزة على مدها بكل ما تحتاجه ''الجاحظية''. كما ذكر الأستاذ تين أن الجائزة كان مبرمجا تقديمها للفائز شهر ديسمبر المنقضي إلا أن الظروف شاءت أن تقدم في هذا اليوم وهو يوم العلم. كما أشار رئيس ''الجاحظية'' إلى أنه كان من المنتظر أن تنظم نشاطات ثقافية بمناسبة يوم العلم إلا أن القدر شاء أن يكون هذا اليوم متزامنا والحداد على الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الذي كان رمزا للشعوب المضطهدة، كما كان كبيرا بتواضعه وحبه لشعبه وعشقه لوطنه ونصرته للمستضعفين في الأرض. كما رحب في كلمته بالشاعر التونسي الفائز بالجائزة مكي الهمامي من تونس. وقرأ الدكتور علي ملاحي رئيس لجنة التحكيم قرار اللجنة التي كانت متكونة من ملاحي رئيسا والأعضاء الدكتور نجيب العوفي من المغرب الشقيق، عبد المجيد الربيعي من العراق وفاتح علاق وعبد القادر رابحي من الجزائر، حيث قررت لجنة التحكيم بعد التنويه بكل المشاركين من الأقطار العربية منح الجائزة للشاعر التونسي مكي الهمامي في دورتها العربية الثانية، والتي سلمها له المدير العام للديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة والمقدرة بخمسمائة ألف دينار جزائري. كما تسلم الشاعر شهادة الجائزة من رئيس ''الجاحظية'' الأستاذ محمد تين وهي شهادة تقدير تمنحها الجمعية للفائزين بالجائزة. وبعد حفل تسليم الجائزة؛ قرأ الشاعر التونسي مكي الهمامي مقاطع من قصيدته ''تحولات شاعر'' الفائزة بالجائزة والتي جاء فيها: ''للشاعر ثمر الأسرار وخمر النسيان. له شجر مجنون يكبر في الأحداق ويورق منتشيا كالبستان. عكاز الشاعر قافية، بل يرمي هذا العكاز بعيدا وليبحث بدمه عن معجزة كبرى''. تكون ''الحاحظية'' بتسليمها هذه الجائزة قد واصلت المسيرة التي بدأها الراحل الطاهر وطار والتي نتمنى أن لا تتوقف وأن تجد الدعم المادي والمساندة المعنوية من الجميع خدمة للثقافة خصوصا وأن الجائزة تحمل اسم أحد قامات الجزائر الثقافية والنضالية ونحن نحتفل بمرور خمسين سنة على استرجاع السيادة الوطنية في كنف الدولة الجزائرية المستقلة.