ألهبت فرقة ''نسيم الأندلس'' للطرب الغرناطي لمدينة وجدة المغربية، الجمهور التلمساني الحاضر بقصر الثقافة في إمامة، واستطاعت أن تستقطب أعدادا كبيرة من المولعين بالطرب الأندلسي الأصيل، وقد امتلأت القاعة فرحا واستمتاعا وتجاوبا مع الفرقة التي ركّز قائد فرقتها عمر شهيد على فتيان وفتيات ليبرز أنّ الفن الأندلسي العريق بين أيدٍ أمينة ستواصل الحفاظ عليه. في المشاركة الأولى لها بالجزائر؛ بثّت الفرقة في السهرة الثالثة من عمر الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي للموسيقى الأندلسية الحماسة في أوساط الجموع التي حضرت بقوّة، عكس اليومين السابقين، حيث افتتحت عرضها الموسيقي بطبع ''الصنعة'' المعروف بالجزائر وأدّت الفرقة شذرات من نوبة السيكا، ثم تبعها استهلال من طبع ''الآلة'' المعروف بالمغرب وكان يفترض أن تختمه بمديح ''يا المصطفى غير عليا'' للشاعر سيدي لخضر بن خلوف، إلاّ أنّ الجمهور الذي استلطف الأجواء طالب بإلحاح إضافة أغنية أخرى فاختارت الفرقة الأغنية الشهيرة ''الزين الفاسي'' من الأنماط المجاورة من الطرب الأندلسي. وفي حديث ل''المساء'' قال السيد عمر شهيد قائد الفرقة إنّ الفن الأندلسي الحقيقي متواجد بالجزائر، وأهم موروث في هذا الحقل موجود في مدارس ''الصنعة'' في كلّ من تلمسان، الجزائر العاصمة، البليدة ومستغانم، وأشار إلى أنّ ما يؤدى في المغرب يسمى بطرب ''الآلة'' وما يؤدى كذلك في تونس وليبيا يسمى ''المالوف''، وأنّ الأغنية والموسيقى الأندلسية حافظت عليها مدرسة ''الصنعة'' المندرجة بما يسمى بالأغنية الجزائرية الكلاسيكية وهو مطابق لما تناقله الأجداد منذ القدم. وفي تعريفه للجمعية؛ أفاد المتحدّث أنّها تأسّست سنة 2005 بمبادرة من محبي الموسيقى الغرناطية، والغرض من تأسيس هذه الجمعية هو ضمان استمرارية التواصل الحضاري والتراثي بين المغرب والأندلس، وقد انصبت جهود أعضائها منذ التأسيس حول مجال إحياء التراث الغرناطي وتحبيبه للجمهور، وبعد مرور ست سنوات على ميلاد الجمعية، استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة في الميدان الموسيقي وأضحت تشارك في مختلف التظاهرات الفنية على الصعيد الإقليمي والدولي. وأخذ رئيس الجمعية وقائد الفرقة على عاتقه مهمة تنظيم لقاءات احتفائية برواد الطرب الغرناطي بوجدة والمغرب سنويا في مهرجان صغير يسمى ''ربيع الأندلس''، إذ أكّد أنّه في كلّ مرة يصرّ على دعوة نجم من نجوم الأغنية الأندلسية الجزائرية، تعبيرا منه على محبته للفن الجزائري وولعه بالأصوات الجزائرية، وقد سبق وأن استضاف نصر الدين شاولي وريم حقيقي، وقال في هذا الشأن، إنّ مثل هذه المهرجانات -على غرار المهرجان المغاربي بالجزائر- قادرة على أن تكسب جمهور النخبة، ليكونوا سببا في الحفاظ على الموروث الثقافي الأندلسي. وكان جوق كمال بودة القادم من قسنطينة قد استهل السهرة الثالثة بتقديم نفحات من المالوف بدأها بنوبة رصد الذيل، استمتع بها الجمهور التلمساني وصفّق له بقوّة. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك