أكد وزير السكن والعمران السيد نورالدين موسى أمس أن 90 بالمائة من المدن الجزائرية لم تستعن بالمؤسسات الاجنبية في بناء السكنات، مشيرا إلى أن اللجوء إلى المتعامل الاجنبي يكون عند اقتضاء الضرورة،لاسيما إذا تعلق الامر بإنجاز المشاريع الكبرى في الاقاليم الصناعية الكبرى على غرار ولايتي الجزائر العاصمة ووهران والتي تتطلب انجاز مثلا 2000 وحدة سكنية. وقال السيد نور الدين موسى خلال زيارته لمدينة سطيف لتفقد مشاريع قطاعه عشية الزيارة التي يقوم بها اليوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى عاصمة الهضاب العليا، في اطار اشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 67 لمجازر 8 ماي ,1945 أن الشركات الاجنبية شاركت في البرنامج الخماسي (2005 -2009) بنسبة 7 بالمائة. وأوضح الوزير أن اللجوء الى الشركات الاجنبية يكون عندما تكون المؤسسات الوطنية غير قادرة على تحمل الاعباء ولا تتوفر على الامكانيات اللازمة، وفي هذا الصدد اشار إلى أن البلاد متفتحة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها على العالم، وأن مساحتها التي تتسع لانجاز مليوني و450 الف وحدة سكنية مبرمجة على المستوى الوطني خلال البرنامج الخماسي الحالي، لاتقصي الشراكة الاجنبية اذا تطلب الامر ذلك. من جهة اخرى، أبدى الوزير إعجابه بالنوعية واحترام الآجال في انجاز المشاريع السكنية بولاية سطيف التي وصفها بالغنية بإمكانياتها العقارية والبشرية، مشيرا إلى أنه لاحظ تقدما في القطاع من حيث وضع التصاميم والمتابعة الميدانية والتأطير المحكم، مضيفا أن الولاية استفادت في اطار البرنامج الحالي من 68 الف وحدة سكنية بالصيغ الثلاث، العمومي الايجاري ،الريفي والترقوي المدعم وأنه تم انجاز نصف هذا العدد. ولاحظ الوزير طلبا كبيرا على السكن الريفي مطمئنا في هذا الصدد بأن الوزارة ستأخذ بعين الاعتبار ذلك. وجدد الوزير في هذا الصدد عزم الدولة وإرادتها على مواصلة تجسيد البرامج المسطرة، مؤكدا ان الاموال مسخرة لهذه البرامج من اجل تخفيف الضغط المتزايد وأن المسألة مرتبطة فقط بالوقت وإبداء المزيد من الصبر، فالاموال لوحدها لا تكفي، يضيف الوزير اذ يجب ان تتوفر شروط العقار ، التنظيم المحكم ،التاطير واحترام الصفقات العمومية. من جهة اخرى، نفى الوزير ان تكون هناك برامج سكنية خاصة بالصحافيين بالقول ان هذه الفئة لا تختلف عن بقية المواطنين وأن هناك من الصحافيين من استفادوا من صيغ سكنية ''عدل'' و ''التساهمي''، مشيرا الى ان الحديث عن هذه المسألة جاء في سياق استعراض مشاكل بعض الصحافيين الذين مازالوا يقطنون الفنادق، حيث طلبت دائرته الوزارية من الوزارة الوصية (وزارة الاتصال) اعداد معايير خاصة والتي تم على ضوئها المبادرة بالاعلان عن انجاز 350 وحدة سكنية بولايتي البليدة وبومرداس. من جهة اخرى، وخلال توقفه بمحطات الزيارة، شدد السيد نورالدين موسى خلال استماعه لشروحات المشرفين على ضرورة ان ترافق شركة سونلغاز مكاتب الدراسات المكلفة بانجاز السكنات في عملية اعداد مخططات التهيئة، تفاديا للحفر والاشغال التي قد تطال المشاريع وهي في بدايتها ليكون ذلك على حساب الجهد والمال. وقد تميزت زيارة الوزير بالاشراف على الانطلاق الرمزي لبرنامج بناء 590,6 مسكنا من مختلف الصيغ فضلا عن قطب حضري جديد وذلك عبر العديد من النقاط بولاية سطيف، حيث استهل السيد موسى بوضع حجر الاساس لانجاز 1290 سكنا عموميا ايجاريا ببلديتي عين ازال وعين ولمان والاورسية، بالاضافة الى 5300 سكن ترقوي ببلديتي العلمةوسطيف. ووفقا للشروحات التي قدمت له بعين ازال، فإن هذا المشروع الممول بحوالي 317 مليون دج والجاري إنجازه ميدانيا منذ سبتمبر الماضي يرتقب استلامه في آجال 16 شهرا. وبعين ولمان أشار الوزير في رده عن الانشغال المتعلق ب ''قلة إقبال'' سكان المناطق الريفية خاصة الفلاحين على السكن في عمارات ذات طوابق إلى أن دائرته الوزارية لا تعترض في ما يخص إمكانية إنجاز تحصيصات ريفية لاحتضان سكنات بطابق واحد وهو ما سيمكن من الاستجابة لهذه الشكوى من خلال تقريب الفلاحين من أراضيهم التي يستغلونها. وشدد السيد موسى على اهمية اعطاء الاهمية لنوعية الدراسات التقنية ودراسات متابعة الورشات، مؤكدا ضرورة إنجاز بنايات وفقا للمعايير المعمول بها واحترام الآجال المتعاقد عليها للإنجاز وإلا ''فلن يكون هناك أي تردد لفسخ صفقات المؤسسات المتهاونة'' . كما اشرف وزير السكن بمنطقة شوف لكدادا بالمخرج الغربي لعاصمة الهضاب العليا على الانطلاق الرمزي لمشروع ضخم لقطب حضري يضم كل التجهيزات العمومية وكل الشروط الضرورية التي تضمن راحة السكان. مبعوثة ''المساء'' إلى سطيف: مليكة خلاف