سجلت نسبة المشاركة للجالية الجزائرية في الخارج تراجعا خلافا لتشريعيات ,2007 حيث تشير القراءات إلى أن المعطيات التي رافقت العملية الانتخابية هذه المرة تختلف عن سابقاتها بسبب إعادة تقييم وتنظيم الدوائر الانتخابية وتقليصها إلى 8 دوائر. وقد صعبت عملية إعادة التقييم مهمة أداء الواجب الانتخابي للعديد من المواطنين بالخارج، الذين قد لا يرون داعيا للتنقل بمسافات طويلة إلى المنطقة الانتخابية، الأمر الذي يصعب أيضا من مهمة اختيار المترشحين الذين قد لا يكونون معروفين لدى كافة الناس. أما العامل الثاني فيتمثل في نظام النسبة التي سهلت من عملية إشراك المرأة في هذه الانتخابات، مما يوفر لها حظوظا كبيرة خلافا للمترشحين الرجال. وبين هذين العاملين؛ تبقى الإشارة إلى عدم اهتمام بعض شرائح الجالية بهذا الموعد، خلافا مثلا للانتخابات الرئاسية التي تشهد عادة مشاركة ملفتة، وقد يكون السبب أيضا نقص العمليات التحسيسية إزاء هذا الموعد الانتخابي. وقد يكون ضعف المشاركة أيضا يحمل رسالة إلى السلطات العمومية بضرورة التفكير والاهتمام أكثر بانشغالاتها، والتي رفعها أعضاء الجالية خلال اللقاءات التي جمعتهم بكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عطا الله، وبغض النظر عن مدى الاستجابة لهذه الانشغالات المتزايدة فإن رهان رفع التحدي يبقى طويلا أمام السلطات التي أكدت في العديد من المرات التزامها بحلها. وتتمثل جملة هذه الانشغالات في استحداث مراكز ثقافية جزائرية وتسهيل نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج نحو بلدهم الأم لدفنهم بوطنهم، كما تعد الخدمات التي تقدمها الشركة الجزائرية للخطوط الجوية حصة الأسد من انشغالات أفراد الجالية الجزائرية الذين سجلوا ''بعض النقائص'' والمتمثلة في ارتفاع أسعار التذاكر، خاصة في موسم الصيف. كما طالبت الجالية الجزائرية مرارا بضرورة استفادة أبناء الجالية من برامج تعليم اللغة العربية وتقديم تسهيلات على مستوى السفارات والقنصليات للحصول على الوثائق دون التنقل إلى أرض الوطن. و يعتبر الكثير من الجزائريين المقيمين بالمهجر أن تطلعات الجزائريين اختلفت عما كانت عليه قبل عقدين وأن أفراد الجالية الجزائرية في الخارج بحاجة إلى أشخاص متفرغين لنقل انشغالاتهم والتكفل بها. يذكر أن كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله أكد في عدة لقاءات جمعته -مؤخرا- بأعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج على إرادة الدولة في التكفل بانشغالات الجالية الجزائرية، مبرزا -في نفس الوقت- بعض الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا المجال، وفي هذا الشأن أوضح السيد بن عطا الله أن ''إرادة الدولة في التكفل بهذه الانشغالات دائمة وليست ظرفية وتندرج في إطار برنامج الحكومة''، طالبا منهم تطوير النشاطات الجمعوية بغية ايصال صوتهم جماعيا بدلا من طرح المشاكل بصفة فردية.