يشرع أعضاء الجالية الجزائرية بالخارج ابتداء من يوم السبت القادم في عملية التصويت لاختيار من يمثلهم في المجلس الشعبي الوطني و يتولى مهمة رفع انشغلاتهم المعبر عنها في عدة مناسبات. ويعلق العديد من الجزائريين المقيمين بالخارج "آمالا كبيرة" عما سيفرزه هذا الاستحقاق من نتائج عله -كما قالوا - "يغير واقع ظروفهم نحو الأفضل بحيث أن أغلبهم ينتظرون من المنتخبين الجدد التكفل بمطالبهم". وفي تصريح ل (وأج) أعرب مؤخرا أفراد من الجالية الجزائرية القاطنين خارج الوطن لا سيما اولائك المتواجدين بفرنسا و ابريطانيا أنهم يولون اهتماما كبيرا لهذا الاقتراع آملين أن يسجل هذا الموعد السياسي الهام في تاريخ الجزائر "نقلة نوعية" على طريق التغيير من أجل بلوغ ما يصبون اليه كفئة لا تتجزأ من المجتمع الجزائري. وتلخص فحوى هذه الانشغالات التى عبروا عنها خلال زيارات لمسؤولين جزائريين إلى البلدان التى يقيمون بها في استحداث مراكز ثقافية جزائرية اضافة إلى تسهيل نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج نحو بلدهم الام لدفنهم بوطنهم. وقد أخذت الخدمات التي تقدمها الشركة الجزائرية للخطوط الجوية حصة الأسد من انشغالات أفراد الجالية الجزائرية الذين سجلوا "بعض النقائص" التي يتعين معالجتها - على حد قولهم- مشيرين في ذلك إلى ارتفاع أسعار التذاكر خاصة في موسم الصيف. و لهذا الغرض دعت جمعيات جزائرية بفرنسا أعضاء الجالية الوطنية إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني ليتكفل بانشغالاتهم وإقحام الجزائر في دينامكية التقدم. وكان بعض الرعايا الجزائريين بلندن قد اقترحوا ضرورة إنشاء مركز ثقافي في المنطقة حيث يمكنهم الالتقاء فيما بينهم و ضمان "تكفل ثقافي و تربوي لشبان الجالية حتى لا ينصهروا كليا في المجتمعات التى يقيمون فيها خارج بلدهم الاصلي". وفيما طالبت الجالية الجزائرية مرارا بضرورة استفادة أبناء الجالية من برامج تعليم اللغة العربية وتقديم تسهيلات على مستوى السفارات و القنصليات للحصول على الوثائق دون التنقل إلى أرض الوطن. كما تعد عملية تنظيم رحلات نحو وجهات جديدة بالجزائر من بين أهم انشغالات أفراد الجالية الجزائرية بالخارج التى يزداد توافدها باتجاه الوطن الأم في العطل والمناسبات سنة بعد سنة. و يعتبر الكثير من الجزائريين المقيمين بالمهجر أن تطلعات الجزائريين اختلفت عما كانت عليه قبل عقدين وأن أفراد الجالية الجزائرية في الخارج بحاجة إلى "أشخاص متفرغين لنقل انشغالاتهم والتكفل بها". و في هذا السياق حث المندوب العام المكلف بالمناطق بمسجد باريس الكبير عبد الله زكري إلى أنه ينبغي على الجالية الوطنية في فرنسا "تعزيز تجندها و المشاركة بكثافة" في اقتراع ماي 2012. ويرى زكري أنه "لطالما تميزت الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا بتمسكها الثابت بالبلد" معتبرا أن "الجزائر في حاجة اليوم قبل أي وقت مضى لدعمنا فنحن على درب التغيير الديمقراطي الكفيل بإقحام بلدنا في دينامكية التقدم". وفي نفس المنوال دعا كل جزائرية وجزائري إلى "التجند و التحسيس ضمن المحيط العائلي و المهني لجعل هذا الاقتراع مثال للديمقراطية". ومن جهة أخرى اعتبر أفراد من الجالية في لقاءات جمعتهم بكاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج حليم بن عطا الله خلال الزيارات التي قادته إلى عدة بلدان أن الاستحقاق المقبل فرصة لتجديد تأكيدهم على ارتباطهم الوثيق بالوطن الأم والمساهمة في إقحام الجزائر في دينامكية التقدم. وأشاروا إلى أن عزم أفراد الجالية للذهاب إلى صناديق الاقتراع في الموعد الانتخابي القادم الذي سيكون يوم ال5 ماي سيدعم تأكيدهم الدائم ب"تمسكهم الثابت بأمتهم". ويذكر أن كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله كان قد أكد في عدة لقاءات جمعته مؤخرا بأعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج على ارادة الدولة في التكفل بانشغالات الجالية الجزائرية مبرزا في الوقت ذاته بعض الاجراءات التى تم اتخاذها في المجال. و في هذا الشأن كان قد أوضح أن "إرادة الدولة في التكفل بهذه الانشغالات دائمة وليست ظرفية وتندرج في إطار برنامج الحكومة" طالبا منهم تطوير النشاطات الجمعوية بغية إيصال صوتهم جماعيا بدلا من طرح المشاكل بصفة فردية.