يتوجه اليوم أزيد من 990 ألف ناخب من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج إلى صناديق الاقتراع، لأداء واجبهم الانتخابي عبر 114 دائرة انتخابية في الخارج، ولقد وفّرت وزارة الشؤون الخارجية كل الإجراءات التنظيمية اللازمة لإنجاح هذا الموعد الانتخابي في ظل التغيير الذي طرأ على موعد الاقتراع في الخارج وتزامنه مع أيام الأسبوع. شرع ما يفوق 990 ألف مغترب جزائري ابتداء من اليوم و إلى غاية 10 ماي، في أداء واجبهم الانتخابي لاختيار ممثليهم في البرلمان المقبل، بعد أن تم تقديم موعد الاقتراع في الخارج إلى الخامس من ماي الداخل لتزامن الموعد القديم مع الدور الثاني لرئاسيات فرنسا، وكشفت الأرقام التي أوردتها وزارة الشؤون الخارجية بالأمس، عن تسجيل 990470 ناخب من أعضاء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج في القوائم الانتخابية لتشريعيات 2012، والذين أكد المدير العام للجالية الوطنية بالخارج حسين مغار، أنهم مدعوون لأداء واجبهم الانتخابي عبر 114 مركز ودائرة انتخابية موزعين عبر العالم. وفيما يتعلّق بالإجراءات التنظيمية واللوجيستية التي وفّرتها وزارة الشؤون الخارجية لجاليتنا بالخارج من خلال إطلاق تشغيل الخلية الخاصة بمتابعة تصويتها في الانتخابات التشريعية، أكد مغار أن التدبير الذي تم وضعه في الخارج يغطي أربع مناطق جغرافية، وهي المنطقة الأولى المتمثلة في شمال فرنسا وجنوب فرنسا كمنطقة ثانية، فيما تتمثل المنطقة الثالثة في كل من المغرب العربي والمشرق العربي (الشرق الأدنى والأوسط) وإفريقيا وآسيا-أوقيانوسيا، لتمثّل باقي أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية المنطقة رقم 4، ليذكّر بأن 80 بالمائة من الناخبين مقيمون بفرنسا. وبلغة الأرقام، كشف المدير العام للجالية الوطنية بالخارج عن إحصاء 491237 ناخب في المنطقة رقم 1، موزعين على 8 دوائر انتخابية تضم 20 مركز تصويت و139 مكتب تصويت، فيما تم تسجيل 312682 ناخب بالمنطقة رقم 2 موزعين عبر 10 مراكز تصويت مجهزة ب 57 مكتب تصويت، في حين وصل عدد المسجلين في المنطقة الثالثة إلى 60697 ناخب و55 مركزا، وقدّر عدد الناخبين المسجلين في المنطقة رقم 4 ب 125854 ناخب في 40 دوائر قنصلية تشمل 40 مركز تصويت و92 مكتب تصويت، يذكر أن 65 قائمة انتخابية ممثّلة ل 29 حزبا سياسيا ومترشحين أحرار، تتنافس من أجل ال 8 مقاعد التي ستخصص لهم في المجلس الشعبي الوطني المقبل. ويعلق العديد من الجزائريين المقيمين بالخارج »آمالا كبيرة« عما سيفرزه هذا الاستحقاق من نتائج، حيث أعرب مؤخرا أفراد من الجالية الجزائرية القاطنين خارج الوطن لا سيما أولائك المتواجدين بفرنسا وبريطانيا أنهم يولون اهتماما كبيرا لهذا الاقتراع آملين أن يسجل هذا الموعد السياسي الهام في تاريخ الجزائر »نقلة نوعية« على طريق التغيير من أجل بلوغ ما يصبون إليه كفئة لا تتجزأ من المجتمع الجزائري. وتلخص فحوى هذه الانشغالات التي عبروا عنها خلال زيارات لمسؤولين جزائريين إلى البلدان التي يقيمون بها في استحداث مراكز ثقافية جزائرية إضافة إلى تسهيل نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج نحو بلدهم الأم لدفنهم بوطنهم.ولهذا الغرض دعت جمعيات جزائرية بفرنسا أعضاء الجالية الوطنية إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني ليتكفل بانشغالاتهم وإقحام الجزائر في دينامكية التقدم. ومن جهة أخرى اعتبر أفراد من الجالية في لقاءات جمعتهم بكاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج حليم بن عطا الله خلال الزيارات التي قادته إلى عدة بلدان مؤخرا، أن الاستحقاق المقبل فرصة لتجديد تأكيدهم على ارتباطهم الوثيق بالوطن الأم والمساهمة في إقحام الجزائر في دينامكية التقدم.