كشف رئيس حزب العدالة والحرية، السيد محمد السعيد، أن المكتب الوطني للحزب سيجتمع في دورة طارئة يوم الخميس المقبل للنظر في جدوى استمرار العمل الحزبي من عدمه في ظل المعطيات الراهنة، مضيفا أن حزبه يطعن في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في ال 10 ماي الماضي وعلى الخصوص في نتيجة ال 220 مقعد المتحصل عليها صاحب المرتبة الأولى. وأوضح المتحدث خلال ندوة صحفية نشطها، أمس بمقر الحزب بالعاصمة، أن كل الاحتمالات مطروحة وواردة بما فيها عدم الاستمرار في العمل الحزبي والسياسي لأن المكتب الوطني هو الذي سيفصل في ذلك. كما أضاف محمد السعيد أن نتائج الانتخابات المعلنة فاجأت الجميع وأن مثل هذه الأرقام المعلنة لا يظن أنها ستساهم في بعث الأمل لدى الشعب الجزائري، مشيرا إلى أنه لم يتحدث قط عن التزوير وأنه لا يمكنه فعل ذلك كونه لا يملك أدلة ولم يكن لحزبه ملاحظون بمراكز الاقتراع، وبالتالي فهو لا يمكنه أن يعرف ما إذا كان هناك تزوير أم لا. ولم يستبعد رئيس حزب العدالة والحرية لجوئه إلى العمل مع أحزاب أخرى التي تتسم بالجدية، مضيفا -من جهة أخرى- أن تشكيلته السياسية كانت تهدف من خلال خوضها الاستحقاقات اكتشاف حقائق الميدان السياسي، فدخلنا في 30 ولاية، وأضاف محمد السعيد يقول ''نحن لم نفشل، نحن حزب جديد شعرنا بإرادة في التغيير فشاركنا لأول مرة كحزب معتمد، دخلنا الميدان لنكتشف أمورا كثيرة ستساعدنا في بناء حزبنا''. ولم يتوقع المتحدث أن تكون نتيجة حزبه خلال هذه الاستحقاقات صفر مقعد، حيث أكد أنه لم يكن ينتظر أن يكتسح حزبه البرلمان، بل كان يتوقع الحصول على الأقل على مقعد واحد، خاصة بولايات كالمسيلة، سطيف، تيسمسيلت، الوادي وغيليزان. ويرى محمد السعيد -من جهة أخرى- أن خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بمناسبة إحياء الذكرى ال 67 لمجازر 8 ماي ,1945 لعب حقا دورا في الرفع من نسبة المشاركة، لكنه لا يظن أن ذلك كان له دور حاسم في النتيجة؛ فحتى ولو أثرت هذه النسبة وهو ممكن جدا ولكن ليس لدرجة منح 220 مقعد لتشكيلة أخفقت في حل الأزمات وهي نفس التشكيلة التي قادت البلاد 50 سنة والأهم من كل هذا في الوقت الذي يطالب به الشعب بالتغيير. وتساءل محمد السعيد -في السياق- عن إمكانية التغيير بوجوه الماضي وبنفس القوة التي أثبتت فشلها طيلة هذه السنوات. وعن إيفاد الملاحظين الدوليين إلى الجزائر خلال الاستحقاقات؛ أكد محمد السعيد أنه كان دائما ولا يزال ضد إشراك ملاحظين أجانب في مسائل وشؤون جزائرية-جزائرية، موجها -من جهة أخرى- تحية إلى جميع المواطنين والمواطنات الذين منحوه أصواتهم أو أقبلوا على تجمعاته عبر ولايات الوطن.