رغم المشاريع التنموية التي استفادت منها بلدية المرسى خلال السنوات الماضية، إلا أن البرنامج السكني لا يزال مجمدا بالنظر إلى غياب الأوعية العقارية، حيث تطالب السلطات المحلية مصالح الولاية بالتدخل من أجل تجسيد المشاريع السكنية، على غرار البلديات الأخرى، إلى جانب ذلك، تستعد بلدية المرسى لموسم الاصطياف، باعتماد تعاونيات شبانية تسهر على تنظيف الشواطي وتهيئتها لاستقبال السياح، كما تسعى لإنجاز كل مشاريعها التنموية المتبقية في البرنامج المسطر. وكشف رئيس المجلس الشعبي البلدي للمرسى خالد عبيد ل''المساء''، عن أهم المشاريع المسطرة في الفترة الممتدة من 2012 - ,2014 والتي تدخل في إطار برنامج التمنية المحلية والإنجازات التي يتم تحقيقها خلال عهدته. مشيرا إلى أن بلدية المرسى تتميز بالطابع الزراعي، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية ب 160هكتارا من المساحة الإجمالية، مما يعيق البلدية في تنفيذ مشاريعها السكنية التي تبقى مجمدة إلى غاية الآن. العقار يجمد المشاريع السكنية وذكر السيد عبيد أن بلدية المرسى استفادت من حصة سكنية بسيطة في السنوات الماضية، مقارنة بالبلديات الأخرى المجاورة، وتم ترحيل عدد قليل من السكان إلى سكنات برج البحري، درقانة وحي الموز، مشيرا إلى أن سكان المنطقة تقدموا بشكاوى وطلبات للاستفادة من الحصص السكنية، ووصل عدد الطلبات إلى 2600 ملف بصيغة التساهمي الترقوي، و3 آلاف ملف بصيغة الاجتماعي، وأنه في الوقت الراهن، تعتزم البلدية إنجاز سكنات اجتماعية تساهمية في حالة الحصول على الأوعية العقارية، وهو مشروع تقدمت به المصالح المعنية إلى ولاية الجزائر، في انتظار الرد، والأمل مازال قائما على مشروع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الخاص ببناء 40 ألف سكن خاص بالعاصمة، من أصل مليون وحدة عبر التراب الوطني، عسى أن تخصص لنا حصة أكبر من التي تعودنا على تلقيها فيما سبق بمجرد إنجاز المشروع السكني، يقول السيد عبيد. 22 مليار سنتيم مخصصة للتنمية المحلية بلدية المرسى التي تقدر مساحتها ب 370 هكتارا، وعدد سكان يبلغ 11152 نسمة، عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، بإنجاز العديد من المشاريع، وخصصت لها السلطات المحلية 22 مليار سنتيم؛ منها 10 ملايير خصصت للتنمية المحلية، حيث استفادت البلدية من سوق جوارية تخفف من عناء المواطنين في بعض الأحياء، ومكتبة انتهت الأشغال بها، واستجابةً لانشغالات الشباب، وضعت البلدية ملعب ''رشيد حراق'' تحت تصرفهم، وخصصت مبلغ 6 ملايير سنتيم لاستكمال المدرجات، و4 ملايير لتجهيز أرضية الميدان. وحسب السيد عبيد خالد، فقد سهرت البلدية على ربط أغلبية الأحياء بالغاز الطبيعي، مع تعبيد طرقاتها، ما عدا الطريق المحاذي للسوق الجديدة التي لا تزال تنتظر أشغال الصيانة أيضا، أما الإنارة العمومية، فعممت بنسبة مائة بالمائة، وعن مشروع 100 محل تجاري، تم إنجاز 50 محلا منها، وهي حصة قليلة نظراً لصغر مساحة بلدية المرسى وعدد سكانها أيضا، وقد تم وضع الملفات لدى المصلحة المختصة، وبلغ عددها حوالي 140 طلبا مقبولا، وستتم بداية عملية التوزيع بالتجار الناشطين بالأسواق الفوضوية، بعدها الشباب البطال، وإن بقيت هناك طاولات شاغرة، تمنح لتجار من خارج البلدية. 200 مليون سنتيم لموسم اصطياف مريح تعتبر بلدية المرسى بشرق العاصمة، من المدن السياحية العريقة، حيث تتميز بواجهة بحرية تبهر زائريها، وتمتد على شريط ساحلي يقدر ب 15 كلم بين بلدية برج البحري وعين طاية، هذا الشريط يقصده المواطنون للتنزه والتمتع بزرقة مياه البحر، خلال موسم الاصطياف الذي سينطلق في الفاتح من جوان من العام الجاري، وتسهر السلطات المحلية -حسبما أكده المسؤول الأول عن البلدية- على توفير الظروف الملائمة لاستقبال المصطافين في الشواطئ المسموحة للسباحة، ويتعلق الأمر بكل من شاطئ ''تامنفوست شرق وغرب''، و''شاطئ المرسى المركزي''، وقد سخرت البلدية 20 إلى30 عون نظافة، بالتنسيق مع مديرية البيئة لولاية الجزائر، للقيام بأعمال التهيئة والتنظيف، وهو الأمر الذي لاحظناه بشاطيء ''لابيروز''، كما اتخذت كل التدابير الأمنية لموسم اصطياف مضمون ومريح، وخصصت غلافا ماليا بقيمة 200 مليون سنتيم لإنجاح عملية التحضير الرسمي لموسم الاصطياف .2012 تعاونيات شبانية تسهر على خدمة السياح وقد قامت مصالح البلدية بتنظيم عملية استغلال الشواطئ، عبر تحديد مساحة لنشاط أصحاب المظلات الشمسية والكراسي القانونيين، وهذا عبر الشاطئين الشرقي والغربي، إضافة إلى إلزامهم أصحاب المحلات المتنقلة لبيع المواد الاستهلاكية، باحترام دفتر الشروط المتعلق بالصحة والنظافة، وسيتم إلزام هؤلاء باحترام مقاييس هذه الأكشاك، إلى جانب إنشاء تعاونيات شبانية لاستغلال جنبات الطرق الساحلية في إطار قانوني يسمح لهؤلاء بتسيير نحو 50 إلى 60 مترا كمواقف، بما يوفر مناصب عمل إضافية لشباب البلدية، وذلك بغية ضبط نشاط مواقف السيارات على مستوى المنطقة، كما تستحوذ بلدية المرسى على ميناء وشاطئين للسباحة '' بتامنفوست '' المشهورة بمطاعم السمك، والتي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، وحتى من ولايات الوطن، ومن المغتربين الجزائريين الذين يفضلون قضاء أوقات السباحة والاستجمام بهذا الشاطئ . المشكل الايكولوجي بميناء ''لابيروز'' خارج إطار البلدية وبالرغم من تسخير البلدية لأعوان نظافة يسهرون بصفة يومية في رفع النفايات خاصة الأكياس البلاستيكية الموجود بميناء '' تامنفوست ''، والتي شوهت صورة هذا المرفق السياحي، إلا أن هذا المشكل الإيكولوجي يبقى خارج يد السلطات المحلية، يؤكد السيد عبيد، لأن النفايات تجرفها مياه البحر في عملية مكررة يوميا وترميها إلى شاطىء خليج ''تامنفوست'' عندما تهب الرياح الغربية، مشيرا في نفس الوقت إلى مشروع المسمكة الذي تنوي وزارة الصيد البحري القيام به بهذا الميناء، وهو مشروع غير مؤكد، حسب مصدرنا، لأن الدراسات تؤكد أن الأسماك لا تصل إلى الشاطيء، ولا يوجد صيادون محترفون يعملون بالمنطقة، ما عدا الهواة الذين يقصدون المكان في محاولات للصيد والتسلية. برج '' تامنفوست'' معلم تاريخي هام يحتاج لالتفاتة ونحن نتجول ببلدية المرسى، شد انتباهنا المعلم الأثري وهو ''برج تامنفوست'' الذي يمثل رأس خليج الجزائر، وهو معلم تاريخي يحكي حضارات مرت بالمكان وتركت بصماتها، من خلال القطع التاريخية النادرة المتراصة ببعض أجنحة الطابق السفلي للبرج، الذي أصبح اليوم مزارا للسياح والشغوفين بالتاريخ، وحتى الفضوليين وبعض العائلات التي تجد في هذا الموقع وجهة غاية في الجمال والانتعاش، خلال فصل الحرارة، بزياراتها المتكررة والاستمتاع بثنائية التاريخ ونسيم البحر، حسبما أكده لنا بعض السياح الذين يفضلون زيارة المكان وأخذ الصور التذكارية، مع التعرف على تاريخ الأجيال الماضية بدل السباحة، لكنه يحتاج لاهتمام والتفاتة من طرف السلطات الحلية، لجعله أكثر استقطابا للسياح، وهو الأمر الذي تعمل البلدية جاهدة القيام به في المستقبل القريب، بتخصيص غلاف مالي لإعادة الحيوية به، حسب السيد عبيد . روبورتاج: نسيمة زيداني/ تصوير: مصطفى.ع