لا تزال شهادة البكالوريا تصنع الحدث في كل سنة، إذ تصاحب الطلاب المقبلين على اجتياز هذا الامتحان المصيري، مخاوف عديدة تهز ثقتهم بأنفسهم وتصعّب عليهم مهمة المراجعة، ''المساء'' احتكت ببعض الطلبة المقبلين على اجتياز هذا الامتحان، عند تواجدها بغابة باينام، المكان الذي التقى فيه الطلبة على أمل التخفيف من معاناتهم والاستفادة مما تعده لهم جلسات التحضير النفسي، فكان سؤال ''المساء'' كالتالي: ما الذي يخيفك من شهادة البكالوريا؟ كانت البداية مع الطالبة ''فيفي بن مرابط''، تخصص علمي من بلدية بئر الخادم، والتي قالت في ردها عن سؤالنا حول ما يخيفها من هذا الامتحان المصيري، وهي التي تجتازه للمرة الأولى؛ ''إن أكثر ما يخيفني ويربكني هي مادة التاريخ والجغرافيا، كوني أجد صعوبة في الحفظ، ولأن موعد شهادة البكالوريا لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة، أشعر أنني غير مستعدة، ما يجعلني أعيش حالة متقدمة من القلق، من أجل هذا، رغبت في المشاركة بجلسات التحضير النفسي، لعلي أتمكن من السيطرة على مخاوفي. تمحورت مخاوف محمد أنيس عريش، شعبة علوم، من الأسئلة المتوقعة التي قد تخرج عن المحاور المقترحة في المراجعة، خاصة تلك المتعلقة بالمواد الأدبية، لذا، ينتابني -يقول- شعور بالقلق والتوتر كلما تذكرت أن شهادة البكالوريا باتت على الأبواب، غير أنني -يضيف محدثنا- وبعد أن شاركت في دورة التحضير النفسي، أشعر بنوع من الاطمئنان والارتياح، لاسيما بعد أن قدم لنا عبد الكريم عبيدات بعض التقنيات التي تساعدنا على الحفظ، واطلعنا على آليات التخلص من الأفكار السلبية. جاء أسامة بن برطاوي، شعبة علمي، من در?انة إلى غابة باينام خصيصا للمشاركة في جلسات التحضير، لأنه يخاف من مواد الحفظ التي يتطلب استيعابها وقتا كبيرا، ماحوّل شهادة البكالوريا عنده إلى كابوس يرافقه حيثما حل، ولأنه شارك في جلسات التحضير النفسي، قال؛ ''أزال عبد الكريم عبيدات نوعا ما قلقي وأطلعني على بعض أسرار الحفظ وكيفية التخزين في المخ، وسوف أعمل على تطبيقها عند الحفظ. لا تعرف إيمان صدقاوي، شعبة لغات، جاءت إلى الغابة من ولاية بومرداس، ما يخيفها بالتحديد، حيث قالت في حديثها ل''المساء''؛ ''لا أدري ما الذي يخيفني بالتحديد، غير أنني أشعر بالقلق على طول الخط، كما أنني أراجع وأحفظ، ومع هذا ينتابني شعور بأنني غير مهيأة وغير مستعدة لاجتياز شهادة البكالوريا، من أجل هذا، قررت أن أشارك في جلسات التحضير النفسي، وعليّ أن أبدد مخاوفي خاصة وأنني علمت أن الذين استفادوا من جلسات التحضير النفسي تمكنوا من التخلص من قلقهم، وهو ما أتمنى بلوغه. ... ماذا عن الأولياء؟ يبدو أن الخوف من شهادة البكالوريا لا يخص المعنيين بالأمر فقط، وإنما يمس إلى حد كبير الأولياء الذين توافدوا بأعداد كبيرة على الغابة، بعضهم جاء رفقة أبنائه، وبعضهم الآخر اصطحب حتى زملاء ابنه وكلهم أمل في إعادة بناء الثقة بالنفس التي يضيعها الكثير من الطلاب، أياما قلائل قبل موعد الامتحان، غير أن الآنسة لبصير فريدة، مربية بجمعية رعاية الشباب، قالت في حديثها ل''المساء''، بعد وقوفها على الإقبال الكبير للأولياء رفقة أبنائهم وحثهم على المشاركة؛ إن احتكاكها بهم جعلها تجزم أن السبب الرئيسي وراء تنامي قلق الطلاب هو ضغط الأولياء، وبحكم أنني مربية -تضيف- أدعوا كل الأولياء إلى التروي، وألا يعطوا شهادة البكالوريا أكثر من حجمها، لأنها امتحان عادي، الإنتقال فيها وارد والفشل وارد. اختارت والدة التلميذة شيماء، التي جاءت بابنتها من عين طاية إلى غابة باينام من أجل المشاركة في جلسات التحضير النفسي التي سمعت بها على أمواج إذاعة الأثير، الجلوس في مكان هادئ لتريح أعصابها، لأنها هي الأخرى تشعر بالخوف والقلق، ولتترقب موعد خروج ابنتها من جلسة التحضير النفسي، هذه الأخيرة التي تستعد لاجتياز شهادة التعليم المتوسط، حيث قالت؛ ''أتمنى أن تجد ابنتي ضالتها من هذه الجلسات، وأن يزول عنها القلق الذي بات يلازمها ويربكها، حتى أنني أشعر أن قلقها انتقل إلي، لكثرة مراقبتي لها، لذا وددت لو أن المشرف على هذه الجلسات يقدم لها بعض النصائح التي تعيد إليها الثقة بالنفس.