شهدت مؤخرا قرية المجاز التابعة لبلدية العش، الواقعة أقصى الحدود الجنوبية للولاية، انتشارا كبيرا لأسراب البعوض، مما دفع بالسكان إلى إضرام النيران في الحشائش والعجلات المطاطية، وحسب السكان، فإن هذه الحشرات انتشرت بكثرة مع ارتفاع درجة الحرارة وهبوب الرياح الغربية التي ساعدت في تنقل أسراب البعوض إلى الجهة الشمالية من سد القصب، باتجاه ضفاف الوادي والحقول شمالا، مما أرهق كاهل السكان. وحسب المواطنين الذين التقت بهم ''المساء''، فإن هذه الظاهرة تفاقمت وتكاثرت، رغم عمليات الرش العادية التي تقوم بها المصالح المعنية بين منتصف شهري أفريل وماي، ومنتصف شهري سبتمبر وأكتوبر من كل سنة، والتي تدخل في إطار محاربة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان لإبادة ومكافحة الحشرات واليرقات المتسببة في مرض ''الليشمانيوز''، بسبب حشرة الناموس المسماة ''فليبطوم''، والذي عرفته بلدية ''عين الخضراء'' بولاية المسيلة سنة,1981 وامتد إلى المناطق المجاورة، حيث صُنّف كمشكل من مشاكل الصحة العمومية، بسبب توفر العوامل المساعدة لتكاثر هذه الحشرة بالمنطقة، خاصة وأنها تحتوي على حقول، مزارع وبساتين، مما خلق جوا مناسبا للتكاثر، وتساءل البعض عن عملية انطلاق حملة الرش السنوية التى تنطلق في15 من أفريل لكل سنة، والتي تشمل كل قرى البلدية، مطالبين ببرنامج استعجالي للرش، مواد فعالة وطرق ناجعة، كما طالبوا بمراعاة العامل الزمني، مع تنظيم حملات الرش وفق رزنامة، حسبما تستدعيه الضرورة، نظرا للانتشار العشوائي للسكان والتغيير المفاجئ للعوامل الطبيعية، مع كثرة الأمطار التي تهاطلت على المنطقة والتي كانت سببا في تشكل أماكن رطبة، ساهمت في تواجد الحشرة وتكاثرها، وقد أكد بعض من المواطنين أن الظاهرة تتكرر سنويا بسبب عدم نجاعة الرش الذي يتم بطرق تقليدية وإمكانيات جد متواضعة، قد لا تسمح بتغطية كامل تراب البلدية لضمان إبادة نهائية على مستوى 14 قرية، وبمساحة 380 كيلومترا مربعا، وهم يطالبون بضرورة استعمال طرق حديثة؛ على غرار مروحيات رش لضمان تغطية شاملة، بسبب وجود أدغال لا يمكن التوغل إليها بالوسائل المستعملة، إلى جانب مبيدات فعالة، كما طالب البعض من السلطات متابعة العملية لوضع حد للامبالاة والتهاون في تنفيذ الرش، خاصة بعد تخوفهم من مرض ''الليشمانيوز'' الناتج عن أسراب البعوض، والذي يكلف مبالغ كثيرة للوقاية منه.