اشتكى مربو الدواجن على مستوى البلديات والمستثمرات الفلاحية بوهران من الانتشار الكبير للجرذان التي غزت مزارع تربية الدجاج، وتكبد إثر ذلك المربون خسائر كبيرة نتيجة هلاك عشرات الدواجن، إضافة إلى إصابة أعداد أخرى بأمراض مختلفة بسبب التكاثر المتزايد للجرذان ذات اللون الأسود التي تعتبر مصدر خطر حقيقي على الدواجن. وقد عاب مربو الدواجن بوهران غياب النظافة، التي تتكفل بها مصالح ومكاتب النظافة للبلديات، خاصة وأنها مكلفة بمهمة رش المزارع بالمبيدات، للقضاء على كل البؤر السوداء التي تصنع الحشرات والبعوض ديكورها وتمثل فضاء مناسبا لتكاثرها، وهو ما ينجم عنه انتشار أمراض وبائية خطيرة، منها داء الليشمانيوز، حيث تم إحصاء سنويا أزيد من 30 ألف حالة مرضية، إلى جانب داء التهاب السحايا والحمى القلاعية عند الأغنام والأبقار، الناجمة عن تكاثر الجرذان وظهور أيضا أعراض مرض الطاعون، مثلما حدث منذ سنوات بمنطقة كحايلية في بلدية طفراوي التي كانت بؤرة لتكاثر الجرذان وذهب حينها خمس مواطنين ضحية لها. وفي هذا الصدد، أوضح الممثل الجهوي للنقابة الوطنية للبياطرة أن مربي الدواجن يعيشون اليوم وضعا كارثيا، نتيجة إهمال ولامبالاة مكاتب النظافة للبلديات بخطورة الوضع بعد إتلاف هاته الجرذان خاصة من النوع الأسود والأزرق، معظم المحاصيل الزراعية بنسبة خمس المزروعات، خاصة وأن الجرذان الخطيرة تتكاثر بمعدل ثماني ولادات في السنة الواحدة، وتضع خلال كل ولادة ما بين 8 إلى 15 جرذا، وهو ما يعني - بعملية حسابية - أن كل أنثى جرذ تضع سنويا حوالي 240 صغير، تتحول مع مرور وقت قصير إلى جيوش تهدد المحاصيل الزراعية والدواجن ومختلف الحيوانات من أغنام وأبقار، والتي تصاب بأمراض يمكن أن تنتقل إلى الإنسان. وإذا طالت مدة تأخر مصالح النظافة البلدية في القيام بعملية رش وتطهير المواقع، التي تنتشر بها هذه القوارض الضارة للقضاء عليها، فإن وهران مهددة بعودة الطاعون الذي قضى منذ تسع سنوات على خمسة أشخاص.