الأعوج تستعرض ''هاجس الكتابة النسوية العربية وتحديات التحرّر'' قدّمت مؤخّرا الأديبة الجزائرية زينب الأعوج، بمركز البحوث في الأنتربولوجيا الاجتماعية والثقافية ''الكراسك'' بوهران، محاضرة تحت عنوان ''كتابة المرأة في الوطن العربي وهاجس الحرية''، تطرّقت فيها لإشكالية هاجس الكتابة النسوية والواقع الذي تفرضه قيود المجتمع العربي على المرأة، مع نظرة الوسط والمحيط لها ككاتبة، وسلّطت الضوء على بعض الأسماء الأدبية الجزائرية التي تعرّضت للقمع بسبب ممارستهن للكتابة. وأكّدت المحاضرة، أنّ الكتابة النسوية بالجزائر تأخّرت بسبب ضغط ووزر التقاليد الاجتماعية التي كانت تنظر إلى المرأة نظرة دونية، ولا تزال إلى أيامنا هذه في كثير من مناطق الوطن تنطوي على كثير من الاحتقار، وترى أن تواجدها في الحركة الاجتماعية، الثقافية والأدبية يثير الفتنة، ويشجّع الانحلال، ممّا كبّلها وفرض عليها ظروف العزلة، والتجميد لطاقاتها الإبداعية، بل ومحاربتها حتى وإنْ حاولت ذلك. ولعلّ سبب ندرة الكاتبات يتمثّل في حواجز التقاليد والعادات، حيث أنّ كثيراً من الأسماء ما تزال تنشر تحت أسماء مستعارة، أو تشير إلى أسمائها برموز تترك الدارس لا يعتمد عليها، لكون الأسماء الحقيقية مجهولة، حتى أنّ إحدى الأديبات التي قطعت مرحلة في الساحة الأدبية، تجيب على سؤال في مقابلة أدبية عما إذا كان هناك ما يعترض دربها بقولها؛ ''الكثير.. منها التقاليد، الجهل والأمية''. وفي سياق متّصل، كشفت الأديبة زينب الأعوج بأنّها تقوم منذ 6 سنوات بتنفيذ مشروع دراسة حول كتابة المرأة في الوطن العربي والإسلامي بشكل عام، بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، حيث تستضيف في كلّ مرة عددا من الكاتبات الخليجيات على وجه الخصوص، من أجل ترجمة أعمالهن ومناقشتها، باعتبارهن يعتمدن على اللغة الإنجليزية كلغة ثانية بعد العربية. وتطرّقت الأديبة زينب الأعوج خلال لقائها لسنوات السبعينيات، حين كانت تفرض عقلية المفتي الجاهل والخطاب الديني المغلط على بعض الأسر الجزائرية، التي كانت ترغم الفتاة أو المرأة على دفن موهبتها في الكتابة، بعد معارضة أحد الأصول لها -كما وصفتهم الأديبة بالدكتاتور- ممثلا في الأب أو الأخ أو الزوج أو حتى الأبناء، واستشهدت في حديثها بالصحفية المرحومة نبيلة جاهني التي قتلت من طرف أقرب الناس إليها، بسبب ممارستها للكتابة، وجاءت بعدها فترة العشرية الحمراء من تاريخ الجزائر التي عاشتها الكاتبة ونظيراتها، ولمست كيف تعمّدت الأحداث بها أن تقتل روح الإبداع عند الكثير من الأقلام الأدبية الواعدة، بسبب الخوف من الموت، وهناك العديد من قدّم أخته أو حتى أمه زوجة للأمير، كما تقول الكاتبة، وهو ما ترجمته في آخر إنتاجاتها الأدبية والموسومة ب ''رباعيات نبيلة لهبيلة''، وهي عبارة عن قصيدة شعرية تتجاوز 300 صفحة، تتحدّث فيها عن معاناة المرأة الجزائرية والعربية التي تزيد عندما تكون حاملة لهم الكتابة والإبداع.