تلقت الدبلوماسية المغربية ضربتين موجعتين جاءتا هذه المرة من قبل الولاياتالمتحدة التي جددت دعمها لجهود المبعوث الشخصي للأمم المتحدة كريستوفر روس إلى صحراء الغربية من جهة وإعرابها من جهة أخرى عن قلقها بشأن انتهاك المغرب لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. فقد جدد اندي هالوس الناطق الرسمي المساعد لشؤون الشرق الأوسط لدى كتابة الدولة الأمريكية موقف بلاده من القرار المغربي بسحب الثقة من روس. وقال ''كما سبق أن صرحنا به ندعم مسار الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية وكذا جهود مبعوثه الشخصي كريستوفر روس''. ودعا المسؤول الأمريكي الحكومة المغربية إلى مواصلة العمل مع الأممالمتحدة في إطار الجهود'' التي تبذلها هذه المنظمة من أجل تسوية ملف الصحراء الغربية. وليس ذلك فقط فقد أكد هالوس أن بلاده ''لا تزال تثق في المسار الذي تتبعه الأممالمتحدة للعمل مع الطرفين جبهة البوليزاريو والمغرب بغية ترقية حل يقبله الطرفان''. وتأتي تصريحات الناطق الرسمي باسم كتابة الدولة الأمريكية تأكيدا لتصريحات مماثلة كان قد عبر عنها ويليام بيرنز كاتب الدولة الأمريكي المساعد خلال لقاء أجراه منذ أسبوعين بواشنطن مع وزير الشؤون الخارجية المغربي سعد الدين العثماني. والمؤكد ان الموقف الأمريكي الداعم لجهود كريستوفر روس في تسوية القضية الصحراوية يكون وراء الزيارة التي آجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس أول أمس إلى فرنسا حيث استقبله الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند بقصر الاليزي. وتكشف مثل هذه الزيارة عن الارتباك الذي يكون قد أصاب أعلى هرم في السلطة المغربية بسبب عدم قدرته على توقع تبعات قراره في سحب الثقة من المبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الصحراء الغربية عشية زيارة له كانت منتظرة إلى المنطقة وتشمل لأول مرة المدن المحتلة. ثم ان تجديد كل من الولاياتالمتحدة والأمين العام الاممي والبوليزاريو جميعا لثقتهم في شخص كريستوفر روس دليل على ان هذا الأخير لم يخرج عن إطار وساطته كما ادعت بذلك الرباط وهو ما يضعها في موقف حرج يثبت للعالم اجمع أنها تعمل من اجل إعاقة مسار التسوية بعدما استشعرت الارادة الملحة للامين العام الاممي ومبعوثه الشخصي في تسوية القضية الصحراوية وفق مقررات الشرعية الدولية. وحتى وان كانت فرنسا قد جددت موقفها المبدئي الداعم لمقترح الحكم الذاتي فان مطالبتها المغرب وروس باحتواء خلافاتهما في أسرع وقت فانه يؤكد ان باريس هي الأخرى غير مقتنعة بالخطوة المغربية وانه لا يمكن لها الانصياع وراء كل ما تريده الرباط. وفي وقت لم يهضم فيه المغرب بعد قرار الإدارة الأمريكية بدعم روس جاء تقرير أعدته كتابة الدولة الأمريكية كشف عن مخاوف أمريكية حقيقية من انتهاكات حقوق الإنسان المغربية في المدن الصحراوية المحتلة. وفي تقريرها العالمي لسنة 2011 حول حقوق الإنسان نشرته قبل يومين أشارت كتابة الخارجية الأمريكية إلى أن ''العديد من قضايا حقوق الإنسان الصحراوي مرتبطة بأعمال تطالب باستقلال الصحراء الغربية''. وعدد التقرير بعضا من هذه الانتهاكات من ''تقييد حرية التعبير والتجمع واستعمال الاعتقالات التعسفية وكذا العنف الجسدي واللفظي تجاه المعتقلين الصحراويين أثناء عمليات التوقيف وخلال سجنهم''. وأشار إلى ''عدم معاقبة الموظفين المغربيين الذين يرتكبون تجاوزات في حين يبقى الصحراويون ضحايا التمييز في مجال تطبيق القوانين''. وأكدت كتابة الدولة الأمريكية أن ''تقارير موثوقة'' تشهد عن لجوء قوات الأمن المغربية إلى تعذيب المعتقلين الصحراوين بمختلف الأساليب. وفي تطرقه إلى ظروف اعتقال السجناء الصحراويين يشير التقرير إلى ان المرصد المغربي للسجون يتلقى شكاوى عديدة عن تجاوزات من تعذيب وسوء معاملة تودعها عائلات المعتقلين بسجن العيون الذي منعت المنظمات غير الحكومية الدخول إليه منذ .2008 وأكثر من ذلك كما تضيف الوثيقة لقد أكدت المنظمات غير الحكومية والمحلية أن المحاكم غالبا ما ترفض إصدار أوامر من اجل فحوصات طبية أو الأخذ بعين الاعتبار نتائج هذا الأخيرة في حالة التعذيب. كما أشار التقرير إلى حالات الاختفاء لأكثر من مائة صحراوي منذ السبعينات والثمانينات والذين يبقى مصيرهم مجهولا. وختم بان بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من اجل تنظيم الاستفتاء ''مينورسو'' لم تسند لها مهمة مراقبة حقوق الإنسان.