اليوم الوطني للفنان هو قبل كل شيء عرفان بما قدمه الفنان الجزائري من تضحيات في سبيل قضية الحرية والسيادة، حيث لم يبخل على الوطن وعلى القضية بالغالي والنفيس، وبهذه المناسبة الوطنية الكبيرة التي تخلد الفنان في يوم استشهاد صاحب رائعة ''أنغام الجزائر''، الشهيد علي معاشي، نظمت جمعية ''الكلمة'' بمعية الديوان الوطني للثقافة والإعلام حفلا تكريميا للعديد من الفنانين بحضور جمهور غفير. من الوجوه الفنية البارزة التي تم تكريمها، الفنان النحات والباحث الأستاذ محمد بوكرش، حيث كان أول الفنانين الذين تم تكريمهم بعد قراءة الفاتحة على فقيدة الطرب العربي، مطربة الثورة والاستقلال ذات النطاقين المشرقي والمغربي المغفور لها وردة الجزائرية. وبهذه المناسبة التكريمية، أكد الفنان بوكرش على سعادته بهذا التكريم وسط الوجوه النيرة، كما أكد أنه أيضا سعيد بما قدمه من عمل، وهذا نتيجة رعاية معلمين وأساتذة من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة العليا، لأن الفنان ثمرة جهود أساتذة وأقلام إعلامية كانت مرافقة للفنانين بالتوجيه والرعاية، والفنان يستمد طاقته الفنية من خلال العناية التي يتلقاها من الحقل الفني ومحيطه. وأضاف النحات بوكرش، أن للجزائر أقلام كانت في مستوى الفنان، وبهذه المناسبة يقول » نحن نترحم على وردة عصارة السلم الموسيقي التي هي وردة الجزائر، فمثلما لمصر أم كلثوم، فإن وردة صوت رافقنا ونحن أطفال أيام كنا مشردين، ولم تكن نعرف الجزائر إلا من خلال الكلمة وأغنية وردة ''يا مروح لبلادي سلملي عليهم''«. وتوالت على المنصة الوجوه المكرمة منها رميلة تسعديت من المسرح الجهوي لمدينة بجاية، كما تم تكريم الممثل محمد أرسلان. أما من ناحية الطرب فقد تم تكريم المطرب عبد العزيز بن زينة في نوع المالوف، كما تم تكريم المسرحي المتألق، الأستاذ عبد الحميد رابية، الذي طلب بهذه المناسبة الاهتمام بالفنان وبالثقافة، حيث اعتبر أن القطاع الثقافي هو آخر عجلة في البلاد، فالسينما حسب رابية ماتت والمسرح مات، والقاعات تحولت إلى محلات بيع ''السندويتشات'' والفنانون لا يعملون إلا في المناسبات. متمنيا في الأخير للجزائر الصحة والأمن والرقي، باعتبار أن الربيع العربي بدأ من الجزائر التي دفعت فاتورة جسيمة. كما تم تكريم السينوغرافي حمزة جاب الله من الأغواط وسيليم ابراهيمي المختص في الشريط المرسوم. اليوم الوطني للفنان هو تكريم لكل الفنانين الجزائريين الذين عملوا على ترقية الذوق والحس الجمالي بالكلمة الجميلة والنغمة العذبة والروح الوطنية الصادقة، المعتز بأصالتها وثوابتها والمتفتحة على العالم لتتبوأ فيه المكانة اللائقة وتكون خير سفير لهذه الأمة الحرة المتحررة.