أجمع المدراء العامون للمراكز الاستشفائية الجامعية الذين استدعاهم، أمس، وزير القطاع لمقر الوزارة على أن عملية التزود بالأدوية شهدت تحسنا كبيرا بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة -مؤخرا- والمتعلقة بتوسيع صلاحيات الصيدلية المركزية للسماح بتزويد السوق بالأدوية اللازمة، لا سيما تلك التي تشهد بعض التذبذبات والمستعملة في معالجة الأمراض المزمنة.وكشف السيد جمال ولد عباس -بالمناسبة- أنه تقرر مضاعفة الغلاف المالي المخصص لمكافحة داء السرطان وذلك خلال مجلس وزاري سيعقد الأسبوع المقبل. وأوضح الوزير أن الصيدلية المركزية للمستشفيات التي ستشرع في توزيع 50 بالمائة مما لديها من أدوية خلال ال 15 يوما المقبلة على المستشفيات عبر الوطن صرفت ما قيمته 25 مليار دينار لتوفير الأدوية وسد الحاجيات الوطنية وأن العلاج بمختلف مستشفيات الوطن تجري بشكل عادي، مما يدل على أن ندرة الأدوية التي يتحدث عنها البعض مفتعلة والدليل هي الحصيلة التي قدمها، أمس، مدراء المستشفيات تعتبر على العموم إيجابية، إلا أن نقص اللقاح في بعض المناطق حقيقة حسب الوزير، الذي أكد أن الكمية الضرورية متوفرة وبالزيادة إلا أن الخلل يكمن في التوزيع، واعدا بإصلاح الخلل في أقرب الآجال. ومن بين المتدخلين، أكد المدير العام لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، السيد دهار، أن مشكل الأدوية غير مطروح وأن التزود من الصيدلية المركزية يجري بصفة عادية وسلسة، مشيرا -في السياق- إلى إجراء 2326 عملية جراحية خلال شهر ماي وحده و283 عملية خلال الأيام الخمسة الأولى من جوان مما يدل على أن وسائل العمل والأدوية متوفرة بالمستشفى. نفس الانطباع لمسه وزير الصحة لدى جل المتدخلين من مدراء المؤسسات الاستشفائية الكبيرة الذين جمعهم لأول مرة بإطارات الوزارة والمجتمع المدني لتشريح وضعية القطاع وعلى الخصوص ملف الأدوية بكل شفافية وصراحة. وبخصوص ملف مرضى السرطان؛ أعطى ولد عباس تعليمات فورية للإسراع في تجهيز مركز معالجة السرطان بولاية عنابة الذي أنشئ بشراكة مع الصينيين وبقي مغلقا منذ سنوات على أن يدشنه شخصيا قبل نهاية جوان الجاري. من جهته؛ أثار الأمين العام لوزارة الصحة، السيد بوشناق، مشكل تهريب الأدوية من المستشفيات العمومية نحو العيادات الخاصة، مشيرا إلى أن بعض مسؤولي المستشفيات بادروا بعملية مراقبة تسيير الأدوية، إلا أن بعض الجهات النقابية رأت المسألة بعين سلبية مما أدى بوزير الصحة إلى الإعلان عن تدابير خاصة لوضع حد لهذه الظاهرة التي تستنزف إمكانيات للدولة. وطلب وزير القطاع في آخر الاجتماع الشروع في تحضير الحصيلة الشاملة تحسبا لجلسات الاستماع المقرر تنظيمها شهر رمضان المقبل والتي يخصصها رئيس الجمهورية لتقييم القطاعات الوزارية.