شدد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على ضرورة أن تعجل المستشفيات العمومية بدفع مستحقات الصيدلية المركزية التي ناهزت 17 مليار دج وأمهلها إلى غاية نهاية شهر نوفمبر الجاري كي تحسم في عملية التسديد، كي لا يتسبب للصيدلية في أي عجز مالي من شأنه عرقلة عملية التزود بالأدوية الأساسية في وقت يوجه اهتمام كبير وعناية شديدة لتنظيم قطاع الدواء وتوسيع قائمة الأدوية المعوضة اجتماعيا وتشجيع الأدوية الجنيسة. وأعطى جمال ولد عباس وزير الصحة خلال اجتماع عادي لمجلس إدارة الصيدلية المركزية تعليمة شفوية تقضي بإلزام المستشفيات من الآن فصاعدا على المرور عبر الصيدلية المركزية لاقتناء الأدوية مراهنا على ذلك في المساهمة بشكل جدي في ترشيد نفقات الصحة العمومية ووضع حد لما اسماه بالتجاوزات المسجلة. وذهب ولد عباس إلى ابعد من ذلك عندما قال أنه لا يمكن للصيدلية المركزية للمستشفيات إبرام أية صفقة دون استشارة الوزارة الوصية. ويأتي الحرص الكبير من الوزارة الوصية لاسترجاع الصيدلية المركزية لمستحقاتها بهدف ضمان السير الحسن والتحكم في عملية اقتناء و توزيع الأدوية على المؤسسات الإستشفائية، ويعرف هذا القطاع الحد المعقول والمطلوب من الاستقرار. يذكر أن الأدوية الموجهة لعلاج داء السرطان استحوذت على اكبر قدر من الميزانية المخصصة لمجموع الأدوية المستوردة بنسبة 34 بالمائة وتأتي أدوية علاج أمراض الدم في المرتبة الثانية ب21 بالمائة، أما الأمراض المعدية فتحتل المرتبة الثالثة ب 17 بالمائة . وما تجدر إليه الإشارة فإن المخطط الخماسي الممتد من سنة2010 إلى غاية آفاق عام 2014 يمنح الأولوية والصدارة في قطاع الصحة لتشجيع إنتاج الأدوية المحلية والأدوية الجنيسة بهدف القفز نحو تغطية تناهز نسبة 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية وتراهن الوزارة خلال السنة المقبلة على توفير الأدوية بشكل وافر لن يعرف أي نقص أو ندرة بالنظر إلى الأموال المرصودة والإجراءات المتخذة لتجنب أي تذبذب أو نقص في التغطية أو الانقطاع عن المرضى . وجاء هذا القرار الوزاري لتفادي أي تراكم للديون على الصيدلية المركزية، التي من المفترض أن تحوز على احتياطيا محسوسا من الأدوية على الأقل يكفي لتغطية مدة 3 أشهر، بروز أي أزمات لندرة الأدوية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة بما فيها السيدا والتهاب الكبد الفيروسي، علما أن الصيدلية المركزية للمستشفيات، في الوقت الراهن تستفيد من دعم الدولة حتى يضمن سيرورتها وعدم انقطاعها بالتزود بالأدوية، ولا يخفى أن للصيدلية المركزية ديون خارجية على ذمتها عالقة مع مخابر صيدلانية دولية .