برمجت السلطات المحلية لولاية تيزي وزو، برنامج إعادة تشجير 12400 هكتار من أشجار الكرز ببلديات الولاية، حرصا على حمايتها من الزوال بسبب حشرة ''الكبنود'' التي تدمر الهكتارات من أشجار الكرز، بسب تنقلها بسرعة بين الأشجار، وتسببها في تراجع الإنتاج ب60 بالمائة. وحسب ما أكده مصدر مقرب من قطاع الفلاحة، فإن البرنامج المسجل منذ سنتين، يواجه عدة عراقيل، منها غياب الاستجابة الفعلية للمواطنين، والذي يعد شرطا أساسيا لإنجاح المشروع والقضاء على الحشرة، حيث أثبتت الدراسات التي أجريت بالمنطقة، أن القضاء النهائي عليها يتطلب تطهير 12400 هكتار من الأراضي المنتجة للكرز وحرقها، علما أن بقاء الحشرة بشجرة واحدة سيؤدي إلى فشل البرنامج. ليتم فيما بعد الانتقال للجزء الثاني من البرنامج، والمتمثل في تشجير 12400 هكتار بطريقة تدريجية، مع استعمال المبيدات والحرص على مراقبة مستمرة للمحصول، لتفادي انتشار ''الكبنود'' في حالة عودته. وللتذكير، تشير الإحصائيات إلى أن تيزي وزو كانت تحوي سنة 1980 نحو 275 ألفا و815 شجرة كرز، كما أنها جسدت خلال الفترة الممتدة ما بين 1968- 1972 حملة واسعة لتشجير الكرز، غير أنه ومع نهاية السبعينات، اجتاحت المنطقة حشرة ''الكبنود'' التي دمرت هكتارات الأشجار، وفقدت الولاية على إثرها أكثر من نصف أشجارها، فيما يضل النصف الأخر مهددا. وحسب السيد وعلي عبد الرحمان، مسؤول سابق بمصلحة تابعة لمديرية الفلاحة لتيزي وزو، فإن مساحة أشجار الكرز التي كانت تقدر في سنوات السبعينات ب300 ألف هكتار، تقدر حاليا بنحو 1266 هكتارا، منها 1000 هكتار مساحة منتجة تتوزع على بعض مناطق الولاية، لا يزال سكانها يتمسكون بالشجرة، ويسعون للحفاظ عليها وحمايتها من المرض الذي أرهقهم. وفي هذا السياق، قال ذات المسؤول؛ إن عملية معالجة مساحات الأشجار المثمرة خاصة الكرز، يجب أن تكون شاملة لكل البلديات، لتفادي تنقل الحشرة إلى مكان آخر، بتجسيد كل الإمكانيات المادية، البشرية والمواد الكيماوية، موضحا أن العلاج الفردي ليس ناجحا، وأنه يدوم فترة معينة، ليعود المرض من جديد، ما يستدعي تعميم العملية لضمان نتيجة إيجابية. وأضاف أنه وتحقيقا للهدف، تم إنجاز بطاقة تقنية تتولها ''المحطة الجهوية لحماية النباتات''، بالتعاون مع مصالح مديرية الفلاحة للولاية، مشيرا إلى أنه تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 4 مليار سنتيم من أجل ضمان تجسيد مخطط واسع، سيقضى من خلاله على حشرة ''الكبنود'' بصفة نهائية. وترتقب مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو، تسجيل إنتاج وفير لفاكهة الكرز هذه السنة، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى بلوغ الإنتاج بعد انتهاء عملية جمعه إلى أكثر من 20 ألفا و600 قنطار، فيما تقدر المردودية نحو 23 قنطارا في الهكتار، وهي أرقام تبشر بوفرة المنتوج، كما كان مسطرا في إطار عقود النجاعة. واستنادا إلى مصدر مقرب من القطاع، فإن الولاية توصلت إلى تسجيل إنتاج نسبة تقارب ال 10 بالمائة، وينتظر أن يبلغ الذروة هذه السنة، نظرا لتوفر عوامل المناخ التي ساهمت في وفرة الإنتاج، موضحا أن عملية جمع المنتوج التي انطلقت منذ أيام فقط، ستتواصل إلى غاية أواخر شهر جويلية، مشيرا إلى أن الأمطار الغزيرة المتساقطة، وكذا الثلوج، كانت وراء ارتفاع المنتوج الذي يعرف بحاجته للبرودة في مرحلة نمو ثمرة الكرز، حيث تم جمع أزيد من 770 قنطارا من الكرز من مساحة تزيد عن 36 هكتارا. ويتوزع إنتاج فاكهة الكرز بتيزي وزو على المناطق الجبلية بكثرة، حيث نجد منها؛ منطقة الأربعاء ناث ايراثن التي تضم مساحة منتجة قدرها 384 هكتارا، عين الحمام 320 هكتارا، 246 هكتارا بإيرجن، وغيرها من المناطق التي تعرف بإنتاجها للكرز، وتضم الولاية 3 أنواع من فاكهة الكرز، وهي ''بن?اروا برنيت''، ''بن?اروا نابوليون'' و''هيدن فينقن'' التي تختلف فاكهتها في المذاق، الحجم واللون، ويقدر ثمن الكيلوغرام ما بين 400 و1000 دج.