اجتاحت حشرة الكابنود في بداية الثمانينات منطقة القبائل و دمرت أكثر من 60 بالمئة من أشجار الكرز ما كان وراء تراجع المنتوج بمختلف بلديات تيزي وزو، ومع فقدان منطقة القبائل الكبرى لكرزها اندثرت "الفيشطا انديزريز" أو عيد الكرز الذي تعوّدت الأربعاء ناث ايراثن على إحيائه حاملا معه إرثا ثقافيا. وضعية حاول المسؤولون استدراكها بكل الوسائل و الإمكانات وإن فشلوا و لم يتمكنوا من إعادة الكرز للمنطقة، و لم تسفر المحاولات المتكررة لاستدراك الوضعية سوى على نتائج طفيفة في كمية المحصول إلا أنهم تمكنوا من إحياء عيد الكرز في انتظار أن تتواصل عملية تجديد المحصول، و قد أحصت مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو حسب تصريح وعلي عبد الرحمن رئيس مصلحة التنظيم الإنتاجي و التدعيم التقني 1157 هكتار من أشجار الكرز بالولاية 979 منها منتجة أي بنسبة 50 بالمائة من أراضي المكسرات، بينما قدرت المساحة الإجمالية في 2001 ب 1060 هكتار 851 منها منتجة، و هذه الزيادة و إن كانت طفيفة فهي تعود للجهود المبذولة من قبل المسؤوليين الذين حاولوا إعادة تشجير المنطقة و تعويض ما فقدته . ترقب جني 19 ألفا و 500 قنطار من الكرز تترقب مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو حسب ممثلها وعلي عبد الرحمن جني نحو 19 ألفا و 500 قنطار من الكرز بمردودية 20 قنطارا للهكتار . و قد واجه المحصول هذه السنة و حسب المسؤول نفسه و إضافة لحشرة الكابنود سوء الأحوال الجوية التي كانت ضده و أفقدت الأشجار أزهارها فقد شهدت ولاية تيزي وزو خلال شهري أفريل و ماي، أمطار قوية و غزيرة ما لا يناسب أشجار الكرز التي تحتاج للبرودة والمياه لكن أزهارها لاتحتمل غزارة الأمطار . و أكثر البلديات إنتاجا للمحصول بولاية تيزي وزو هي الأربعاء ناث ايراثن التي تحوي لوحدها 40 هكتار من أشجار الكرز من بين ألف و 157 المتواجدة بالولاية و التي اعتبرت و لسنوات طويلة اكبر سوق كرز عبر الوطن و كانت تنتج أحسن الأنواع و يتحه إليها التجار من ولايات الوطن، و تليها كل من بلديات ايت اومالوا، ايت عقواشة، بني عيسي، بني دوالة، عين الحمام ايفرحونن،ايت يحي ، و ابي يوسف .و تحوي منطقة القبائل 3 أنواع من الكرز و هي بنڤاروا برنيت، بنڤاروا نابوليون، و هيدن فينقن . و تختلف هذه الأنواع في الجودة الحجم و اللون. و يحاول فلاحو الولاية استدراك الوضعية من خلال إعادة تشجير الكرز من جديد، و قد تم إحصاء عملية تشجير 163 هكتار من أشجار الكرز، و العملية متواصلة لتحسين المردودية و تضعيف عدد الأشجار، و تشير الإحصائيات إلا أن منطقة تيزي وزو كانت تحوي في 1980 نحو 275 ألف و 815 شجرة كرز حيث جسدت بالولاية وبين الفترة الممتدة بين 1968 و 1972 حملة واسعة لتشجير الكرز لكن و مع نهاية السبعينات اجتاحت المنطقة حشرة الكابنود التي تمكنت خلال سنوات قليلة من تدمير الأشجار و فقدت الولاية أكثر من نصف أشجارها و النصف الآخر مهدد. و صرح بعض الفلاحين من منطقة الأربعاء ناث ايراثن أن مصدر هذه الحشرة بعض الأسمدة التي تم استيرادها من الخارج . حشرة الكابنود أكبر أعداء الكرز لم تكن منطقة القبائل قبل نهاية السبعينات تسمع عن حشرة اسمها الكابنود لكن و منذ دخولها للمنطقة لم يعد أحد يجهلها أو يجهل الكارثة التي أصيبت بها أشجار الكرز بعد إصابتها بمرض الكابنود، و تعتبر الحشرة من مدمرات المكسرات و شجرة الكرز فريستها المفضلة ماجعلهها تركز عليها. و الكابنود حشرة من لون أسود يبلغ طولها من 16 إلى 26 ملم و الأنثى أكبر حجما من الذكر و تمضي الحشرة فوق الفروع و حينما تشعر بأي هزة في فروع الشجرة تسقط أرضا و تبقى دون حركة إلى درجة أنها توهم الغير أنها ميتته طريقة للفرار من الأخطار. و تشير الدراسات أن شهر ماي فترة نضوج الثمرة تتغذى خلال ها الحشرة بسويقات الأوراق و قشرة الفروع الصغيرة .
عيد الكرز يعود بعد 30 سنة من الغياب لقد اشتهرت منطقة القبائل و لسنوات طويلة بإنتاجها لأحسن و أجود الأنواع، و يعتبر عيد الكرز أو الفيشطا انديزريز ا تظاهرة ثقافية تجمع مختلف التجار عبر الوطن و مناسبة لبيع المنتوجات حتى أن العائلات تعودت على انتظار العيد لاقتناء مختلف الآلات، هذه التظاهرة التي تحاول الأربعاء ناث ايراثن الواقعة على بعد 30 كلم من ولاية تيزي وزو إحياءها والتي بادرت إليها منذ 2006 بعد نحو 30 سنة من التوقف و الاندثار، و تحوي التظاهرة برنامجا ثريا تحتظنه دار الثقافة و ساحة عبان رمضان، و ستحيى البلدية في ال 27 من الشهر الجاري الطبعة الثالثة لعيد الكرز من خلال برنامج ثري سطرته الأربعاء ناث ايراثن بالتنسيق مع مسؤولي قطاع الفلاحة. البرنامج سيضم معرضا متواصلا بالمركز الثقافي أحسن مزاني لمختلف المنتوجات التقليدية، الكرز الذي سيعرضه 13 فلاحا، إضافة للعسل ، الفخار، الحلي، الألبسة التقليدية، زيت الزيتون، الزرابي، اللوحات الفنية ، و مختلف العروض حول المواد المستخدمة لمحاربة أمراض الأشجار المثمرة . إضافة لحفلات فولكلورية ، و مقطوعات مسرحية تنشطها فرقة امزقون انجرجرة وعرض فيلم بالأمازيغية، وستثرى التظاهرة بعد لقاءات رياضية في كرة اليد و السلة وسيتعرض المشاركون خلال المحاضرات التي سيحتضنها أحسن مزاني إلى مرض الكابنود وآثاره على أشجار الكرز بالمنطقة و يسعى مسؤولو البلدية لتوسيع التظاهرة سنويا و ضم أكبر عدد من المشاركين و العارضين وإعادة عيد المنطقة الذي غاب لسنوات طويلة. و ستتوسع التظاهرة لساحة عبان رمضان أين ستنظم العديد من الحفلات، لتختتم في ال 30 من الشهر الجاري بحفل توزيع الشهادات على العارضين المشاركين، و يؤكد العديد من فلاحي المنطقة للمستقبل أن المنتوج في تراجع مستمر و في الوقت الذي كانت المنطقة تأمل توفره هذه السنة مع مختلف الإجراءات المتخذة، فقد كانت الطبيعة ضد المحصول ودمرت الحرارة المنخفضة و الأمطار الغزيرة التي تواصلت خلال الفترة الأخيرة بالمنطقة جزءً كبيرا منه ما يرشح ارتفاع أسعار الكرز هذه السنة، حيث بلغت ال 450 دينار في بعض الأسواق. مخطط شامل للقضاء على الكابنود قررت مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو حسب تصريح ممثلها وعلي عبد الرحمن إعادة الكرز للأربعاء ناث ايراثن و تجسيد مخطط واسع سيقضى من خلاله نهائيا على حشرة الكابنود . ومن أجل فعالية تجسيد المخطط فقد شرع مختصون من المديرية بولاية تنيزي وزو في دراسة الوضعية كخطوة أولية لتأتي فيما بعد حملة التحسيس الواسعة التي ستشمل جميع فلاحي المنطقة حيث سيتم إعلامهم و بكل دقة عن تفاصيل المخطط الواسع الذي يعتبر نجاحه مرهونا بكل فلاح من الولاية إذ و حسب المصدر إذا أهملت شجرة واحدة فإن الحشرات تتكاثر من جديد و سيفشل المخطط الذي سيسخر له غلاف مالي معتبر سيوفر المبيدات، وسيتجسد المخطط على عدة مراحل أولا سيتم إحصاء جميع الأراضي التي تحوي أشجار الكرز و تنجز دراسة لمعرفة كمية المبيدات اللازمة لكل فلاح و سيتم توزيع المبيدات و استخدامها في نفس الوقت، فالتجربة أكدت أن القضاء على الكابنود في منطقة دون أخرى،لا جدوى منه لأن الحشرة تنتقل من أرض لأخرى بطريقة يستحيل استدراكها. و هذه الوضعية و الطريقة السريعة في الانتشار كما أكده ممثل مديرية الفلاحة كانت وراء إهمال الفلاح للكرز إذ لم يعد لديه العزيمة لإعادة التشجير أو استخدام المبيدات لأنه إذا تواجدت شجرة أخرى ستنتقل الحشرة إليها. ماجعل الفلاح يفقد الأمل في أن يعود الكرز إلى سابق عهده بالولاية رأي لا يتقاسمه المسؤولون الذين قرروا و بعد سنوات طويلة من الصمت الوقوف لمواجهة المرض والقضاء عليه نهائيا بمنطقة القبائل لتأتي فيما بعد مرحلة إعادة تشجير الكرز التي تشمل جميع البلديات، فولاية تيزي وزو تحوي أحسن مناخ للكرز . وتعتبر منطقة القبائل أكثر المناطق إنتاجا للمحصول و مناخه الملائم لشجرة الكرز التي تفضل المناطق المرتفعة و يمكنها أن تعيش في منطقة بارتفاع 1000 متر عن سطح البحر و تعيش نحو 100 سنة إن لم تتعرض للأمراض ولا تحتمل الحرارة المرتفعة أو الرياح القوية الساخنة التي تدمر أوراقها ما يجعل منطقة القبائل توفر لها الجو المناسب. و تحتاج الشجرة لمياه الأمطار بمعدل 750 و 850 ملم سنويا و تتطلب الماء شهرا قبل جني المحصول المحدد بشهري ماي وأفريل و في شهري أوت و سبتمبر لتهيئة الإزهرار للمحصول الجديد و تدوم فترة الإزهرار نحو 4 أسابيع .. و تصاب الثمرة بعدة أمراض منها ما يسمى بناموس الكرز الذي يدمرها، و تأمل المنطقة أن تستعيد كرزها مع تجسيد مخطط مديرية الفلاحة للولاية.