يعرف العالم نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال من خلال استحداث برامج وأدوات تكنولوجية دقيقة تسهل على الفرد والمؤسسات وحتى الحكومات أداءها بشكل متواصل وفعال..غير أن الجزائر وعلى الرغم من توفرها على الإمكانيات اللازمة لمواكبة ما هو حاصل في دول العالم إلا أنها، مع الأسف، لا تلتزم ببرامج التطوير التي أعلنت عنها ضمن مخططاتها على غرار مشروع الجزائر الإلكترونية الذي أعلن عنه سنة 2009 والذي لا يزال يراوح مكانه رغم مرور قرابة أربع سنوات على الإعلان عنه. عرفت تكنولوجيا الإعلام والاتصال خلال القرنين ال19 و20 صعوبة في القبول وترددا كبيرا في تبنيها من قبل الأفراد بالرغم من نجاحاتها ..وغالبا ما فرضت التكنولوجيا نفسها فوق كل اعتبار وفوق كل منطق إنساني وعلمي..هذا ما أوضحه الدكتور علي كحلان الخبير في مجال الإعلام الآلي ورئيس الجمعية الجزائرية لمزودي خدمات الانترنت (ءءئسة) ورئيس مؤسسة ''ساتلينكر سءشجةخثز خلال الدورة التكوينية 36 التي تنظمها ''نجمة'' لفائدة صحفيي نادي الصحافة التابع لها والمخصصة لموضوع ''تكنولوجيات الإعلام والاتصال: واقع وتحولات واستشرافات''. وخلال محاضرة قيمة قسم الدكتور علي كحلان عرضه إلى ثلاثة محاور أساسية تطرق خلالها إلى تكنولوجيات الإعلام والاتصال بين الأمس واليوم وفي المستقبل عارضا بالتفصيل تطور ونمو تكنولوجيات الإعلام والاتصال قبل انتشارها في بداية الثمانينات والتحولات التي عرفتها وازدهارها السريع خلال القرن 21 وكذا الاستشرافات الخاصة بها في آفاق .2025 واعتمد المحاضر على عدة أمثلة لتوضيح عدم التفهم الإنساني وحتى العلمي أحيانا وكذا الارتيابية تجاه الاكتشافات الكبيرة للمخترعين على غرار غراهام بيل، مخترع الهاتف، و دافيد سانوف، المخترع الروسي لأول جهاز راديو، وتوماس واطسون، مؤسس أكبر شركة لصناعة أجهزة الكمبيوتر في القرن الماضي، وكين أولسن، مؤسس شركة ديجيتال، لصناعة أجهزة الكمبيوتر الصغيرة، وبيل غيتس، مخترع نظام الاستغلال MS-DOS. وبالنسبة للدكتور كحلان سيعرف العالم تغييرات مذهلة في السنوات المقبلة مع تأثيرات كبيرة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية وخاصة الثقافية، ولكي نحضر أنفسنا لهذا التغير الجذري بطريقة صحيحة، يجب تحديد إنترنت المستقبل بمفاهيم جديدة من خلال اعتماد نطاق ترددي غير محدود؛ فعالية أكبر للكمبيوتر والهواتف الذكية واللوحات الرقمية؛ تواصل لاسلكي في أي مكان؛ ملايير من الأجهزة المتصلة فيما بينها بالإضافة إلى سلامة وثقة متحكمتين ومندمجتين وخدمات وأدوات مكيفة ومشخصة. ويضيف المتحدث أنه بتحديث متواصل للخدمات والتكنولوجيات، من الممكن جدا أن نستفيد من تغطية أكثر شمولية وسرعة، علما أنه مع آفاق 2020 سيتمكن الفرد من التحميل في ثوان قليلة واستعمال الانترنت في أي موضع أو موقع والاستفادة من التجارة الإلكترونية والدفع عن طريق الهاتف النقال بطريقة سهلة وطبيعية.