أطاحت مصالح أمن ولاية الجزائر بخمس شبكات إجرامية تختص في الاعتداءات وإثارة صراعات ما بين الأحياء العاصمية وهي الظاهرة التي عرفت انتشارا كبيرا في الأشهر الأخيرة، خاصة بالأحياء الشعبية الجديدة منها والعتيقة وتم توقيف ما لا يقل عن 80 شخصا متورطا في هذه العصابات التي زرعت الرعب وسط السكان، كما نجحت مصالح الشرطة القضائية خلال الفترة الأخيرة من تفكيك سبع شبكات مختصة في سرقة السيارات مع توقيف مجموعة من المتورطين أغلبهم من المسبوقين قضائيا في قضايا مماثلة. ويؤكد رئيس أمن ولاية الجزائر بالنيابة، السيد براشدي نور الدين، في تصريح خص به «المساء» إلى المخطط الأمني الذي تم تسطيره والشروع في تطبيقه -مؤخرا- بغرض تطهير عدد من الأحياء الشعبية التي سجلت في الآونة الأخيرة تناميا في نسب الجريمة، وكانت البداية مع خمسة أحياء عاصمية عانى سكانها خلال الأسابيع الماضية من الاعتداءات والصراعات بين الشباب وأدت إلى تسجيل إصابات بينهم، إضافة إلى زرع الرعب وعدم الاستقرار والسكينة لدى السكان. وتخلص سكان الكاليتوس ببراقي، جسر قسنطينة، بئر توتة، تسالة المرجة وبوزريعة من عصابات الأحياء، حيث توصلت مصالح الأمن وبعد عمل استخباراتي استمر لأسابيع من توقيف ما لا يقل عن 80 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و35 سنة كانوا مشكلين في مجموعات متفرقة عبر أحياء البلديات المذكورة وكانت هذه المجموعات الإجرامية تخطط وتستعد لشن اعتداءات وهجمات فيما بينها لأسباب متعددة وقد تحصن أفرادها بتشكيلة متنوعة من الأسلحة المحظورة والكلاب الشرسة والتي كانت تشكل تهديدا حقيقيا لسكان الأحياء. ويشير محدثنا إلى أن مصالحه تمكنت من استرجاع كميات من الأسلحة، أهمها زجاجات معبئة ومهيأة للتفجير «كوكتال مولوتوف»، زجاجات فارغة للاستعمال ذاته إلى جانب كمية معتبرة من البنزين الممتاز، إضافة إلى مقذوفات ضوئية خاصة من الحجم الكبير وأخرى من الحجم الصغير والتي تستعمل من قبل البحارة والبواخر الكبيرة وتحدث هذه المقذوفات ضوءا كبيرا ودخانا يعيق تدخل مصالح الأمن في حال تدخلها لفك الشجار إلى جانب العثور على بنادق صيد بحرية قاتلة، تضاف إلى هذه الممنوعات أسلحة بيضاء منها سيوف مصنعة، قضبان حديدية، قضبان خشبية وقطع من القماش هيأة لاستعمالها داخل الزجاجات الحارقة. ومن أبرز ما استرجعته مصالح الأمن خلال عمليات المداهمة التي استمرت لأيام على مستوى الأحياء الخمسة المذكورة هي تشكيلة هامة من الكلاب الشرسة على غرار «البيتبول» و»الدوبرمان» والتي كانت تستغل في الاعتداءات والسرقات وقد حولت الحيوانات المسترجعة والتي تجاوز عددها العشرون كلبا نحو المحاشر البلدية المخصصة للحيوانات الضالة. وتأتي هذه العملية موازاة مع تمكن عناصر الشرطة القضائية للعاصمة من تفكيك سبع شبكات لا يزال التحقيق متواصلا بخصوصها، تنشط عبر عدة ولايات وتختص في سرقة السيارات والشاحنات، وامتد نشاطها إلى عدة ولايات أخرى، وتم استرجاع عدد من المركبات فيما أوقفت عددا من المتورطين أغلبهم من المسبوقين قضائيا، علما أن العملية تضاف إلى سلسلة متلاحقة من العمليات المماثلة والتي أشرفت عليها فرق البحث والتحري التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن العاصمة ومكنتها من تفكيك شبكات مختصة واسترجاع عدد كبير من السيارات.