تشرف التحضيرات للموعد التاريخي المحتفي بذكرى الخمسين لعيد الاستقلال على نهايتها، واختارت الوصاية الموسيقار اللبناني عبد الحليم كركلا لتقديم «ملحمة شعب» للافتتاح الرسمي المرتقب يوم 4 جويلية بمسرح الكازيف بسيدي فرج، وذلك للرمزية التاريخية التي يتضمنها المكان، إذ من هناك دخلت أولى فلول القوات الفرنسية الفرنسية منذرة باحتلال الجزائر سنة 1830، وبالموقع نفسه سيتم الاحتفال بعيد الاستقلال والانعتاق من نير المحتل الغاشم. في زيارة تفقدية لفائدة الصحفيين نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام أول أمس باتجاه القاعة البيضوية بالمركب الرياضي محمد بوضياف - حيث تجري التدريبات - والى مسرح الكازيف بسيدي فرج، الذي سيشهد الحفل الرسمي، مازالت الاستعدادات جارية لتقديم العرض الفني لافتتاح تظاهرة خمسينية استقلال الجزائر والذي تشرف عليه وزارتا الثقافة والمجاهدين وينتجها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وقد أوكلت مهمة تقديم العرض للموسيقار اللبناني عبد الحليم كركلا، الذي سبق له وأن أحيا أفراح الجزائر في 2004 بمناسبة خمسينية الثورة التحريرية وفي 2011 بمناسبة تتويج تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. الملحمة التي لم تعنون بعد، تروي بطولة شعب قهر الصعاب من أجل العيش في كنف الكرامة والحرية على مدار تسعين دقيقة من العرض، وحسب السيد كركلا فإنه سيكون بمستوى عال جدا من الإبداع الفني المستقى من التراث الجزائري. وأضاف أنه لم يعتمد على الأغاني أو الرقص، بل اتخذ من مسرحة التراث الجزائري مصدرا لعمله، بالإضافة إلى استعانته في كتابة النصوص بتاريخ البلاد ومن خطابات رؤساء الجزائر وكلام الشعب والشهداء ومجموعة من الشعراء، ودمج كل هذا في عرض يبدأ من الحاضر في مشهد طرح أستاذ سؤالا على طالب حول انجازات الجزائر، ثم يعود إلى الزمن الماضي، وقد رأى من اتفاقيات ايفيان منطلقا للتطرق إلى مراحل البناء والتشييد وتكريس انجازات الدولة على مدار خمسين سنة في أسلوب أصيل يعكس الهوية الجزائرية. وتابع المتحدث أن العرض كذلك يعد عملا يفتخر به على مستوى المسارح العالمية، وقد وجد في المواهب الجزائرية مادة خاما لبلورة إبداعه كفنان، وبعد أن أكد أن الجزائر تسكنه، أوضح أن العرض يكرس لنضال الشعب الجزائري الذي أشعل ثورة اتخذت منها شعوب العالم مثالا ونموذجا على مدار أجيال. موضحا أن تاريخ الجزائر الثوري يكفي لعمل 200 سنة مسرح بالنظر إلى الزخم وثراء الذاكرة التاريخية الثورية. وأشار الى أنه جزائري ومتأثر بالتراث الجزائري أيما تأثر، حيث أن نصف أعماله جزائرية والبقية استمد من منابعها الثقافية، ولا سيما من جانب الموسيقى.وبعد التوجه نحو مسرح الكازيف الذي بدت أشغال إعادة تهيئته قريبة من الانتهاء، أكد مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، أن التحضير للعمل الملحمي انطلق منذ ثلاثة أشهر فقط. وأضاف أنه رغم الإمكانيات المتوفرة والتسهيلات المتاحة إلا أنه سجل امتعاضا من هذه الناحية، إذ أشار إلى أن احتفالية المناسبة تحتاج إلى أكثر من سنة للاستعداد الجيد والمريح. وقال بن تركي أنه استعان بفريق ايطالي لتغطية الجانب التقني، وبلغ عدد المشاركين في العمل الفني 800 عنصر، منهم 500 فنان من مختلف ولايات الوطن منهم ممثلون ومطربون وراقصون من البالي الوطني وراقصو هيب هوب، بالإضافة إلى فرق فلكلورية، وبلغ عدد المنظمين والتقنيين والمهنيين 300 فرد. وحسب المنظمين، فإن الملحمة ستعرض من 4 الى7 جويلية بمسرح الكازيف، ثم تنتقل إلى مدن وهرانقسنطينة وباتنة بمعدل ثلاثة عروض في كل مدينة، وسوف يتنقل الفريق العامل إلى مسرح الكازيف مع مطلع الشهر المقبل لوضع آخر اللمسات والتدريب على المسرح المعاد تهيئته بالمناسبة، حيث تم توسيع الركح من 60 مترا مربعا إلى ألف متر مربع من أجل ضمان جودة العرض للافتتاح الرسمي للتظاهرة، مع الاستعانة ب16 شركة مختصة في الترميم.