ذكر لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن التحضيرات للعرض الفني الافتتاحي لتظاهرة خمسينية الاستقلال الوطني، جارية على قدم وساق، منذ انطلاقها شهر فيفري الماضي. وأشار المتحدث خلال الزيارة التفقدية التي خصصت للإعلاميين وقادتهم أول أمس الاثنين إلى كل من القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف ومسرح الهواء الطلق الكازيف بسيدي فرج، للإطلاع على آخر اللمسات على مشروع حفل الخمسينية، أنه وبرغم التسهيلات التي توفرت أثناء مراحل إنجاز العمل المختلفة، رزح الفريق تحت نير ضغط كبير، نتج عن عدم فهم البعض أن إنجاز عمل بهذا المستوى يتطلب سنتين من التحضير على الأقل. واستطرد بالقول: "غير أننا ما نزال بعيدين تقنيا وفنيا عن الأعمال الكبيرة، حيث اضطررنا إلى توفير كل شيء جديد، وتمت عملية تأهيل مسرح الكازيف الذي لم يجدد منذ 40 سنة، بتوسيع منصته لتبلغ 1000 متر مربع بعدما كانت 100 فقط، وتجديده على أسس علمية لنكسب مسرحا دوليا بكل المقاييس تستفيد منه الجزائر في مواعيدها المقبلة"، مؤكدا بأن معظم الفنيين والتقنيين الذين تكفلوا بإنجاز المشروع جزائريون. من جانبه قال عبد الحليم كراكلا المشرف على العرض الافتتاحي لخمسينية الاستقلال، الذي لم يتم تحديد عنوان له بعد، أنه وصل إلى إنجازه بعد أبحاث كثيرة قام بها، كما ساعدته المواهب الفنية التي تزخر بها الجزائر في التميز به قائلا: "أنا مسكون بالجزائر التي أشارك في احتفالاتها منذ فترة ما خلّف لدي ذاكرة قوية جعلتني أعيش تراثها وأجسده من خلال عرضي، وقد اعتمدنا على المواهب الجزائرية تطبيقا للتعليمات الصارمة لمدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام المؤكدة على وجوب الالتزام بكل ما هو وطني". وأشار المتحدث أنه اعتمد على بعض الخبرات العالمية التقنية، لخلق فرصة تكوين المواهب الموجودة واستغلالها مستقبلا، أما عن النص المعتمد في العرض فقال: "كتبنا النص من وحي الجمل التي نطق بها الرؤساء والشعب..بكل ما تحمله من الماضي الجزائري، باستثناء قصيدتين كتبهما شاعر لبناني إحداهما مهداة إلى رئيس الجمهورية بعنوان "لبسوا الليل"، فعملنا يبدأ من الجامعة أي الحاضر حيث يسأل الأستاذ طلابه عن كيفية انتزاع الاستقلال، وقد ركزنا فيه على السرد التاريخي لمختلف الحقب المتعاقبة لنصل إلى المرحلة الحالية". وقال العالمي كراكلا أن بطل عمله الاستعراضي الأبرز هو الشعب الجزائري العظيم والأحداث التي صنعها، مؤكدا أن تاريخه يحوي مادة إنسانية غنية ينهل منها المسرح ل 200 سنة المقبلة، دون أن تنضب، واصفا عمله الذي يدوم مدة ساعة ونصف من الزمن ب "غير العادي" و"الضخم" و"عالي المستوى" نتيجة تكريسه لخمسين سنة عن استقلال الدولة الجزائرية بعد ثورة أشعلت العالم، مؤكدا على اعتماده على التراث الموسيقي الجزائري الذي تعتبر إيقاعاته المختلفة والمتنوعة ثروة فنية. للإشارة، فتحت أبواب المشاركة في العمل أمام شباب كل ولايات الوطن البالغ عددهم 500 فنان، إلى جانب 40 ممثلا معروفا، و40 مطربا، و70 مشاركا من الفرق الفلكلورية، إضافة غلى 250 راقص هيب هوب، أما المنظمين والتقنيين فقد وصل عددهم إلى 300 مهني، ليصل عدد المشاركين الإجمالي إلى 800 فرد. للتذكير يعلن عرض كراكلا عن الافتتاح الرسمي لتظاهرة خمسينية الاستقلال في الرابع من شهر جويلية المقبل بمسرح الكازيف في سيدي فرج، بحضور، عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، ويتواصل عرضه أيام الخامس والسادس والسابع من نفس الشهر على الجمهور العريض، لينتقل في جولة مطولة إلى كل من مدينة سكيكدة، باتنة، قسنطينة ووهران.