أصبح حلول فصل الصيف عنوانا للكثير من المظاهر السلبية في شوارعنا، أهمها السلوكات غير اللائقة التي نلاحظها خصوصا عند بعض الفتيات والفتيان. ولو أني لا أحب التدخل في الأمور الشخصية للأفراد، لكن أؤمن بشدة بأن حرية الواحد تنتهي عند حرية الآخر، وإن الاحترام في كل أشكاله لايولد إلا الاحترام. فالصيف أصبح بالنسبة لبعض الفتيات فرصة لاستعراض جسدي فاضح، لايحمل أي شكل من أشكال الجمال ولكن يحمل استفزازا للآخرين لأنه لايفرق بين الموضة والبذاءة. مقابل ذلك، فإن الكثير من الفتيان لايجدون متعة في فصل الحر إلا الوقوف في الشوارع للتعليق على المارات، وقد تتحول الأمور إلى شجارات وسبّ وشتم متبادل، وربما حتى عنف جسدي. وحينها لن نسمع إلا كلمات مهينة للنساء تصفهم بكل النعوت وتلصق بهم كل الكوارث من بداية الإنسانية إلى نهايتها. وفي هذا الخضم لايعلّق أحد على قصّات الشعر الغريبة التي يلجأ إليها المراهقون ولاطريقة لبسهم التي تبتعد شيئا فشيئا عن مقومات الرجولة، فالنساء لايملكن وقتا للوقوف في الشوارع لرد التعاليق، والرجال لايعلقون على أقرانهم، ربما لدواع تضامنية. وحتى وإن كنت أتمنى أن يلتزم كل شخص بحد أدنى من الاحترام في ملبسه، فإن ما أتمناه أكثر هو أن يأتي اليوم الذي لايجد فيه الشباب الوقت لمراقبة مايلبسه الآخرون، وأن تكون اهتماماتهم وانشغالاتهم ونشاطاتهم أكبر وأوسع من «اللوك».