كثرت في الأيام الأخيرة احتجاجات المواطنين على المفرغات العمومية التي باتت تهدد صحتهم ومحيطهم دون أن تحرك السلطات المحلية المعنية بالأمر ساكنا، وكأن المسألة لا تعنيها. المشكل لا يمكن أن ينظر إليه على أنه احتجاج وكفى وإنما يتطلب دراسة متأنية لإيجاد حل جذري ونهائي لهذه المفرغات التي تهدد الصحة العمومية وبالتالي المجتمع وتلحق ضررا بالخزينة العمومية، جراء الأمراض الخطيرة الناجمة عنها. فسكان العاصمة وضواحيها مافتئوا يعبرون عن ارتياحهم لقرار غلق مفرغة وادي السمار، حتى فوجئوا بمفرغات أو مشروع مفرغات جديدة بضواحي العاصمة ليعود الإزعاج من الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف على بعد عشرات الكيلومترات والدخان الذي يتكاثر ليلا وأصبح كابوسا حقيقيا للمواطنين الأصحاء فما بالك بالمصابين بالربو. أليس عيبا أن تتحدث السلطات المحلية عن الاستعداد لموسم الاصطياف وتوفير ما يضمن راحة المصطاف، وهي غير آبهة بهذا الخطر الكبير على البيئة والمحيط والعباد، والروائح الكريهة تزعج السكان والمصطافين وحتى السياح الأجانب ؟ هل عقم خبراؤنا ولم يجدوا حلولا لهذا الخطر على الصحة العمومية؟ لا نعتقد ذلك، لأن التجارب، لدى الأمم التي سبقتنا إلى هذا المجال وتخلصت من كابوس المفرغات العمومية، يمكن الاستفادة منها وتجنيب المواطن خطرها والحفاظ على محيط وبيئة نظيفين. وهنا لا بد على الوزارة الوصية أن تضع بصمتها كونها هي أول هيئة معنية بحماية البيئة ومطالبة بالبحث عن مخرج للمفرعات العمومية بإبعادها عن المدن والمناطق السكنية وكذا التفكير في كيفية تسيير والتخلص من النفايات بطرق عصرية وحديثة