حضرت المتعة التي انتظرها الجميع في اليوم الأخير من البطولة الوطنية لرفع الأثقال لجميع الفئات التي احتضنتها على مدى أربعة أيام قاعة قصرالرياضات «حمو بوتليليس» بوهران، وكان ختامها مسكا، وتحديدا في المنصة الخاصة بالنخبة، والتي زينها رباعو الفريق الوطني، الذين تداولوا على تحطيم الأرقام القياسية الوطنية فوق مربع المنافسة... ومن هؤلاء من وفق في تحطيم رقم عمر طويلا، كما فعل الرباع «الظاهرة» بيداني وليد من جمعية مغنية، حيث حطم الرقم القياسي في وزن 105 كلغ، وعلى مرتين في حركة الخطف وسجل في المرة الأولى حمولة ب155 كلغ وفي الثانية 162 كلغ، محطما بذلك الرقم القياسي الوطني الذي كان بحوزة الرباع الدولي السابق والمدير التقني الحالي عقون جمال بحمولة 152 كلغ، وهذا منذ سنة 1998، وعدا هذين الرقمين القياسيين الجديدين في صنفي الأواسط والأكابر معا، وفي المجموع، فقد حطم هذا الرباع الواعد والممثل الوحيد لرياضة رفع الأثقال في الألعاب الأولمبية المقبلة بلندن ستة أرقام قياسية وطنية، وهذه الأرقام هي من بين 17 رقما قياسيا حطمت وتساقطت تباعا، وفي جو حماسي طبع قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس لم تشهد له نظيرا منذ سنوات، وجعلت مساعد مدرب الفريق الوطني والرباع الدولي السابق مزوارعبد العزيز، يعتبرهذه البطولة من بين الأفضل التي حضرها بالتظر إلى الأرقام القياسية التي حطمت فيها بأوزان وحمولات مرتفعة، وهو ما يؤشر - حسبه - لتطورهذه اللعبة ببلادنا وتوجهها نحو العالمية. وقد تميز رباعون آخرون كذلك وحطموا أرقاما قياسية وطنية هم كذلك، كمكي عبد الله من فريق الجيش الوطني الشعبي، الذي حطم ثلاثة أرقام في وزن 85 كلغ بحمولة 146 كلغ في حركة الخطف و177 كلغ في حركة النتر و323 كلغ في المجموع، وبوداني معمر من فريق الحماية المدنية، الذي حطم هو الآخر ثلاثة أرقام كذلك في وزن 94 كلغ، حيث رفع حمولة 140 كلغ في حركة الخطف و190 كلغ في النتر ومجموع 330 كلغ، والرباع ميمون عبد الحميد (نادي الحضنة)، الذي حطم رقما قياسيا وطنيا واحدا في وزن أكثر من 105 كلغ، حيث حقق حمولة ب161 كلغ في حركة الخطف، محطما بكيلوغرام واحد الرقم الذي كان بحوزة الرباع كروي أحمد ب160 كلغ منذ 2003، والرباع شوية رابح (نادي الحضنة)، الذي حطم الرقم القياسي الوطني في وزن 105 كلغ، حيث رفع في حركة النتر حمولة ب184 كلغ، في حين كان الرقم القياسي القديم بحوزة زميله بيداني وليد ب183كلغ. وكانت فئة الأواسط حاضرة بقوة كالأكابر، حيث وفضلا عن بيداني الذي رصعها بستة أرقام قياسية وطنية، أضاف لها الرباع فرج الله حسين من نادي بن سرور ( المسيلة) آخر في وزن 69 كلغ، حيث حقق نتيجة ب127 كلغ في حركة الخطف، محطما الرقم القياسي الذي كان بحوزته ب125 كلغ. الرباع بيداني وليد، توقع تألقه وتحطيمه لأرقام قياسية وبهذا العدد، وأرجع ذلك إلى جدية العمل الذي يقوم به تحت قيادة مدربيه الوطنيين عوينة ومزوار، وبلميلود محمد بفريقه نادي مغنية، وكذلك للتربص المفيد الذي خاضه مع الفريق الوطني ببولونيا . أما الرباع الجزائري السابق ومدرب نجم بريكة، عبد المنعم يحياوي، فنصح باتباع استراتيجية تحطيم الأرقام القياسية، وخاصة الإفريقية منها، عوض التنافس على الألقاب، لأن ذلك سيرفع - بحسبه - مستوى الرباعين ورياضة رفع الأثقال الجزائرية على الصعيد الدولي، لكن هذا الرأي خالفه فيه الرباع وصاحب ثلاثة أرقام قياسية وطنية في هذه البطولة، مكي عبد الله، الذي اعتبر حيازة الألقاب أولوية، وهو دليل على حب الألوان الوطنية، والجزائر أولا وقبل كل شيئ، أضاف مكي.. وكان اليوم الثالث شهد إجراء منافسة الإناث، التي خلفت نتائج منطقية، بدءا بنادي جمعية المرسى الكبير لدى فئة الشبلات، حيث تحصلت رباعاته على مجموع خمس ميداليات، منها أربع ذهبيات وواحدة فضية، هذه الأخيرة في صنف الوسطيات بفضل أسماء تعودت على التألق كل سنة، ومنها من حازت لقب وزنها وفئتها للسنة الثالثة على التوالي، كالرباعة الماجي بختة في زن (+69 كلغ )، وزميلتها بن دين سهيلة في وزن (63 كلغ )، اللتين أرجعتا هذا الحصاد الإيجابي إلى جهد وسهر مسيري ومدرب الفريق عبد القادر ركاب، الذي فرح كالعادة بنتائج شبلاته، معتبرا ذلك تأكيدا منهن على الألقاب السبعة ( 5 ميداليات ذهبية، واحدة فضية ومثيلتها يرونزية )، التي تحصلن عليها السنة الماضية بمعسكر، لكنه لفت الانتباه إلى العائق الأساسي الذي يواجه فريقه، ألا وهو عدم توفره على قاعة خاصة به يمارس ويتدرب فيها، ووعد بفريق نسوي للكبريات على أعلى مستوى حال الحصول عليها. ونفس مشكل قلة الإمكانيات، تطرقت إلىه البطلة العربية والإفريقية لدى الكبريات، كوري صافية، التي رغم ذلك فرضت منطقها في فئتها (وزن 58 كلغ)، واحتجت بكثرة على قلة العون والمساعدة بمدينة وهران، مما أدى بها وشقيقتها ليلى (وزن 63 كلغ ) إلى «الاغتراب» والانتقال إلى مدينة الجزائر العاصمة والانضمام إلى فريق الكاليتوس. أما بخصوص النتائج الفنية، وكما جرت العادة بتميز فريق ما، فقد سيطر لدى فئة الكبريات فريق الحماية المدنية لوهران الذي تحصل على أربعة ألقاب وميداليات ذهبية بفضل رباعاته المعروفات فيلالي كنزة ( وزن 53 كلغ ) بمجموع 140 كلغ، وطرشي رشيدة (وزن 69كلغ) بمجموع 140 كلغ، وسليمان آسيا (وزن 75كلغ ) بمجموع 135 كلغ، ولخمي أحلام ( وزن + 75 كلغ ) بمجموع 170 كلغ، وأضاف الفريق الوهراني الآخر نادي ابن سينا لقبا آخر إلى رصيد الأثقال الوهرانية بفضل الرباعة بن سلتة بدرة ( وزن 48) كلغ بمجموع 90 كلغ، أما اللقب والميدالية الذهبية الأخيرة، فعادت إلى فريق الكاليتوس بفضل كوري صافية ( وزن 58 كلغ) بمجموع 120 كلغ.