نظم المجلس الأعلى للغة العربية في إطار نشاطه الثقافي أمس يوماً دراسياً تناول دراسة وبحث موضوع القاموس واللغة العربية المعاصرة إحتضنته قاعة المحاضرات بفندق الأروية الذهبية بإبن عكنون حيث ركزت فيه المحاضرات على مشكلة المصطلح ووحدته في المعاجم والقواميس العربية ومسايرتها للنهضة الحديثة وهذا بحضور نخبة من الأساتذة والمثقفين. وفي كلمة الافتتاح تطرق الأمين العام للمجلس الأعلى للغة العربية إلى المراحل التي مرت بها الجزائر منذ استقلالها من حيث ترقية التربية والتكوين داعيا إلى إستثمار البحوث الجامعية وضبط قاموس اللغة العربية وتحديث مضامينه لمسايرة التطور الحاصل من خلال ما جدّ من مصطلحات، بالإضافة إلى تنقية القاموس المدرسي من الشوائب العالقة به من أجل ترقية وتحديث اللغة العربية. كما إستعرض السيد الأمين العام الجهود التي يقوم بها المجلس من خلال الإصدارات التي ينتجها. وماهو تحت الطبع ككتاب الدليل المدرسي في العلوم الطبيعية، والفيزياء والكمياء، بالإضافة الى العمل الى إصدار قاموس جزائري موحد باللغة العربية. وتعرض المحاضرون في هذا اليوم الدراسي إلى علاقة القاموس باللغة العربية المعاصرة تأثراً وتأثيراً مركزين على مدى مراعاة القاموس للتطورات الحاصلة في اللغة العربية المعاصرة ومدى إسهامه في نشر اللغة وتثبيت معيارها الفصيح. حيث بدأت الجلسة العلمية بمحاضرة ألقاها الدكتور الطاهر ميلة تحت عنوان "اللغة العربية المعاصرة ومعاجم اللغة العامة"، عالج من خلالها تطور متن اللغة العربية ومضامين معاجم اللغة وأسباب التباين الحاصل بين ما حدث من تطور متن اللغة، وبين محتويات المعاجم المعاصرة. أما الأستاذ يوسف مقران فقد دارت محاضرته حول موضوع صناعة قاموس الجيب العملي " العربي" وتناول فيه تسمية القاموس " الجيب" وصناعته وحقل المصطلحات والبحث العلمي في هذا الحقل (باعتباره معمل المصطلحات ومختبر المفاهيم). كما تطرقت الأستاذة جويدة معبود من جامعة الجزائر إلى مشكلة الألفاظ الحديثة في المعاجم العربية. ومن جانبها تصدت الأستاذة الباحثة نبيلة أكنيو إلى مشكلة " الكلمات العامية في المعاجم العربية المعاصرة". أما الأستاذ حميدي بن يوسف فقد تميزت مداخلته بتسليط الضوء على المصطلحات الحاسوبية في معجم " المنجد في اللغة العربية المعاصرة" وذلك من خلال التدقيق في المفاهيم وتلبية الحاجات التبليغية. أما مداخلة الأستاذة صونية بكال وكريمة بوعمرة من مركز البحث لعلمي والتقني لتطوير اللغة العربية فقد تناولت لفظ الحضارة بين القاموس المدرسي والواقع اللغوي باعتبار أن القاموس العربي يواجه العديد من المشاكل منها تأسيسه على مدونة قاموسية لا نصية، بالإضافة إلى الثنائية اللغوية التي صارت مجتمعاتنا تتسم بها. ومن جانبه ألقى الدكتور صالح بلعيد محاضرة تحت عنوان " القاموس المدرسي المنشود" وقد تميزت كل المحاضرات بمناقشة وتحليل بالنقد والدراسة القاموس العربي. وللتذكير يأتي هذا اليوم الدراسي في إطار خمسينية ذكرى الإستقلال للتعريف بما حققته الجزائر من رقي وتطور في حقل التربية والتعليم والفكر والثقافة والقفزة النوعية التي حققتها المدرسة الجزائرية في جميع أطوارها من مراحل التعليم الأولى إلى الجامعة والناحية الكمية والنوعية في التمدرس والتمكن من اللغة العربية وترقيتها.