دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منطقة الشرق الأوسط تحتضنه العاصمة الروسية موسكو على أمل خلق فرصة جديدة لتفعيل عملية السلام وإخراجها من حالة الركود التي بلغتها. وقال الرئيس عباس خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي حل، أمس، بالأراضي الفلسطينية في إطار جولة شرق أوسطية أن "الطريق الوحيدة للسلام هي المفاوضات ومن الضروري عقد مؤتمر سلام في موسكو". وطالب الرئيس الروسي بالمساعدة من أجل حلحلة مسار السلام المتعثر مع إسرائيل من خلال تحريك المفاوضات وكذا مواصلة التأكيد على أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام بالعاصمة الروسية. لكن الرئيس الروسي، الذي رحب بما وصفه ب«الموقف المسؤول لرئيس السلطة الفلسطينية" بخصوص عملية السلام، حذر من أي عمل أحادي الجانب قبل التوصل إلى أية تسوية نهائية للسلام رغم تأكيده أنه لا مشكلة لدى بلاده في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة مادامت قد قامت بذلك منذ 25 عاما ولن تغير موقفها. وكانت الإشارة واضحة إلى رفض روسيا للرغبة الفلسطينية في التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة القائمة على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وهي الخطوة التي أكد الجانب الفلسطيني تمسكه بها في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي ورفضه لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأكثر من ذلك الرافض لوقف الأنشطة الاستيطانية التي تكاد تقضي على ما تبقى من الأرض الفلسطينية. وهو ما يطرح التساؤل حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في تسوية أقدم صراع في منطقة الشرق الأوسط وكل العالم بما يمكن الفلسطينيين من استرجاع حقوقهم المغتصبة ؟ من جهة أخرى؛ أعرب الرئيس عباس عن استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "للتحاور معه دون التفاوض" شريطة تحرير الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل قبل اتفاقيات أوسلو عامي 1993 و1994، وقال عباس "لقد طلبنا من أصدقائنا الروس تقديم المساعدة من أجل تحرير أسرانا المعتقلين قبل 1994 والذين ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم" وكانت الإشارة إلى 123 أسير فلسطيني تم اعتقالهم خلال تلك الفترة. وحل الرئيس الروسي المرفوق بوفد يضم 300 شخص، أمس، بالعاصمة عمان في ثالث وآخر محطة من جولته الشرق الأوسطية التي استهلها أول أمس بزيارة إسرائيل ثم الأراضي الفلسطينية، حيث التقى العاهل الأردني عبد الله الثاني وأجريا مباحثات حول عديد القضايا في مقدمتها الأزمة السورية وملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.