شرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في جولة تشمل الأردن وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية بهدف دفع العملية التفاوضية مع الجانب الاسرائيلي نحو الأمام وتثبيت تهدئة في قطاع غزة المحاصر·وتأتي جولة الرئيس الفلسطيني هذه غداة الاجتماع الذي عقده أول أمس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في إطار لقاءاتهما الروتينية لتفعيل مفاوضات السلام والتوصل الى إتفاق سلام نهائي· وبالرغم من أن الاجتماع جاء بشكل مفاجئ فإنه لم يحمل الكثير في تقريب وجهات نظر الطرفين لاسيما ما تعلق بقضايا الوضع النهائي ولم تختلف نتائجه عن باقي الاجتماعات السابقة التي لم يتم التوصل فيها الى أي اتفاق يذكر· ومن المقرر أن يصل الرئيس عباس بعد غد الأربعاء إلى العاصمة الروسية موسكو في اطار سعيه إلى كسب الدعم وانجاح العملية التفاوضية مع الجانب الاسرائيلي بهدف تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف· وأعلنت السفارة الفلسطينية في موسكو أمس أن الرئيس عباس سيناقش مع المسؤولين الروس الخطط الخاصة بعقد المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الأوسط الذي تعتزم موسكو عقده منتصف جوان المقبل اضافة إلى العلاقات الثنائية بين روسيا والسلطة الفلسطينية· وكانت موسكو طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على غرار مؤتمر أنابوليس بالولايات المتحدة خلال الزيارة التي قام بها وزيرها للخارجية سرغي لافروف إلى المنطقة مؤخرا في مسعى الى البحث عن دور لها مقابل تنامي الدور الأمريكي في الشرق الأوسط· ولكن ادارة الاحتلال أبدت تحفظات على المقترح الروسي من منطلق أن مؤتمرات عدة عقدت في هذا السياق ولم تحرز أي تقدم يذكر، على عكس السلطة الفلسطينية التي رأت في المقترح فرصة أخرى لتفعيل مفاوضات السلام أكثر وإخراجها من غرفة الانعاش· وفي الوقت الذي تستمر فيه الجهود الدولية لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وفي عمومه الاسرائيلي العربي تواصل اسرائيل في سياسية العقاب الجماعي التي اعتادت على انتهاجها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الفلسطينيين ويعود مرة أخرى هاجس غرق قطاع غزة في الظلام مجددا إذا لم تزود محطة الكهرباء بالوقود في ظرف24 ساعة ليزيد ذلك من معاناة سكان القطاع الذين ضاقوا ذرعا بالحصار المشدد المفروض عليهم ومنعهم من أدنى ضروريات الحياة· تجدر الاشارة الى أن محطة توليد الكهرباء التي تعرضت للقصف من قبل الطيران الاسرائيلي في جوان2006 تعد المصدر الرئيسي لتزويد قطاع غزة بالتيار الكهربائى· وكان قطع إمدادات الوقود عن المحطة تسبب مرات عدة في خلق أزمة تموين حادة بالوقود كانت لها آثار وخيمة على الحياة العامة لسكان القطاع·وتلجأ اسرائيل إلى لعب ورقة الطاقة لتضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين ضمن سياسة العقاب الجماعي في كل مرة تتعرض الى هجمات من قبل المقاومة الفلسطينية· وأقدمت على غلق معبر ناحول عوز المخصص لنقل الوقود إلى قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي بعد العملية الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بالمعبر وتمكنت خلالها من قتل ثلاثة جنود اسرائيليين قبل استشهاد أحد منفذيها · وعمدت اسرائيل منذ أشهر الى تقليص كميات الوقود التي تسمح بها لتزويد القطاع ضمن حالة الحصار المشدد الذي فرضته على غزة منذ شهر جوان الماضي مباشرة بعد اعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس فرض سيطرتها الأمنية على قطاع غزة· من جهة أخرى؛ رفض الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الانتقادات التي تعرض لها بسبب اعتزامه الاجتماع مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بدمشق· وقال كارتر إنه لا يمكن تحقيق السلام دون التحدث الى كل الأطراف المعنية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في اشارة واضحة الى أن اقصاء حركة حماس من العملية التفاوضية التي باشرتها السلطة الفلسطينية وادارة الاحتلال بعد مؤتمر أنابوليس سيكون مآلها الفشل· ولم يخف كارتر في حديث لصحيفة هاآرتس الاسرائيلية نشر أمس أن تجاهل قطاع عريض من الشعب الفلسطيني سيجعل من المستحيل تحقيق السلام·وأكد بالمقابل أن اجتماعه مع خالد مشعل سيستغل من جهة أخرى في تعزيز الجهود الرامية الى إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ جوان 2006 ·