افتتحت سهرة أوّل أمس بالملعب البلدي «علي عبدة» الذي يتوسّط مدينة قالمة، فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى الحالية في دورته السابعة، حيث كان الجمهور القالمي في أولى ليالي المهرجان على موعد مع فنانين أبدعوا وأمتعوا بأغانيهم. كانت الافتتاحية من طرف فرقة «العيساوة» التي أبدعت من خلال المقاطع التي أدّتها وتجاوب معها الجمهور، ليفسح المجال لخريجة «ألحان وشباب» حميدة التي تألّقت بأغاني الفنانة الراحلة وردة الجزائرية عن الوطن على غرار «بنتغرب»، كما كانت أيضا لفرقة «كامليون» فرصة التعرّف على جمهورها من خلال الأغاني التي قدّمتها للقالميين.
نجم السهرة كان بدون منازع الشاب محمد لمين الذي أدى أجمل ما جادت به حنجرته، حيث ألهب مدرجات الملعب وتجاوب معه الجمهور القالمي إلى غاية ساعات متأخّرة من الليل، وخلق محمد لمين من خلال انخراطه مع جماهيره جوّا من الحماس وأدى بعض أغانيه على غرار «توحشتك بزاف»، «بلادي» وغيرهما، وهو ما أدّى إلى تجاوب الجمهور القالمي بالرقص والأهازيج.
وفي سياق متّصل، أكّد محمد لمين خلال ندوة صحفية حرصه الدائم على ملاقاة جمهوره وتقديم فنه في مختلف المهرجانات واللقاءات الفنية منوّها بمهرجان الموسيقى الحالية، الذي قال أنّه يفتح المجال واسعا أمام الفرق الهاوية للصعود أمام الجمهور على عكس بعض المهرجانات الأخرى.
من جهته، أكّد محافظ المهرجان السيد نزيد برمضان أنّ هذه الدورة ستحمل لمسة خاصة بتزامنها مع الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، منطلقا من التغيير الذي مسّ تاريخ تنظيم المهرجان باختيار شهر جويلية، الذي يحمل أكثر من دلالة لدى نفوس الجزائريين، لتعلّقه باستقلال الجزائر، إذ استغلت محافظة المهرجان الفرصة لبرمجة سهرة فنية ليلة الخامس جويلية تمتدّ إلى ساعة متأخّرة من الليل تحييها كوكبة من الفنانين الذين تغنوا بالجزائر، وكل ما يمجّد هذا الوطن الحبيب بما في ذلك الذين غنوا للمنتخب الوطني لكرة القدم وانتصاراته، ومن هؤلاء الشاب عقيل، فرقة «ميلانو» والشابة صونيا وغيرهم.
وبعد تأكيده لمساعي المحافظة لتطوير الجوانب التقنية للمهرجان من خلال مواكبة أحدث التكنولوجيات المستعملة في الإضاءة والهندسة الصوتية دوليا في مثل هذه المحافل الفنية، أوضح برمضان أنّ البرنامج الفني وكالعادة مزج بين برمجة نجوم الأغنية الحالية على غرار نجم سهرة الافتتاح محمد لمين وخريجة مدرسة «ألحان وشباب» حميدة، وكذا فرقة «العيساوة» وشباب أثبتوا وجودهم في الساحة الفنية.
كما وجّه محافظ المهرجان رسالة إلى الشباب يطالبهم فيها بعدم نسيان عمالقة الفن الجزائري الذين أعطوا الكثير للوطن، على غرار الراحلة وردة الجزائرية التي كانت لها وقفة خلال المهرجان.
للإشارة، فإنّ ولاية قالمة كعادتها رافقت محافظة المهرجان من خلال توفيرها لجميع الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا الحدث الفني الهام الذي اعتادت الولاية تنظيمه.