يعرف ميناء سيدي فرج منذ انطلاق موسم الاصطياف، إقبالا كبيرا للعائلات الراغبة في الخروج للتنزه، على اعتبار أن هذا الأخير يعد الوحيد المستغل للنزهة، فإلى جانب الانتشار الكبير لملاك سفن النزهة من عُشّاق البحر الذين فاق عددهم 600 مالك، خصصت إدارة الميناء في إطار سياسة تشغيل الشباب، فضاء خاصا لبعض الشباب الراغبين في امتهان نشاط النزهة البحرية، مما جعل إمكانية الخروج إلى عرض البحر متاحة للجميع. يتمتع ميناء سيدي فرج بسمعة تاريخية زادت من شعبيته، يكفي القول إن الاستعمار الفرنسي دخل إلى الجزائر عن طريق هذا الميناء العريق، وأن الجزائر احتفلت فيه بخمسينية الاستقلال، ولعل هذا ما جعل الإقبال عليه خلال موسم الاصطياف كبيرا، رغبة في الوقوف عند هذه المحطة التاريخية. ولأن هذا الأخير كان ولا يزال الميناء الوحيد المخصص للنزهة البحرية، غير أن انتشار ثقافة النزهة البحرية في المجتمع الجزائري جعل إدارة الميناء عاجزة عن استقبال أعداد جديدة من سفن النزهة، وفي المقابل، فتحت المجال لحوالي 10 سفن قصد تأمين خرجات بحرية لعشاق البحر، لقاء دفع مبالغ رمزية لتحقيق نوع من التوازن في الترفيه البحري. في حديثه ل «المساء»، قال أحمد مسعودي مكلف بمراقبة ميناء سيدي فرج؛ «مما لا شك فيه أن ميناء سدي فرج كان فيما مضى يتولى مهمة النزهة البحرية بنفسه، غير أن توجه سياسة الدولة الجزائرية نحو تشغيل الشباب جعلنا نفتح المجال واسعا للشباب الراغب في الاستثمار بالأنشطة البحرية، إذ خصصت إدارة الميناء مكانا بالميناء لمن يرغب في ممارسة نشاط النزهة، يكفي فقط أن يقدم المعني سجلا تجاريا وملفا إداريا، كما يُشترط أن يمتلك قاربا. وبالفعل، تلقينا عدة طلبات، غير أن صغر الميناء وزيادة عدد ملاك سفن النزهة من 400 إلى أكثر من 600 مالك، جعل الفضاء المخصص للنزهات لا يتسع إلا لحوالي عشر قوارب تعمل اليوم على تأمين خرجات بحرية للعائلات التي تزور الميناء وتطمح للخروج في نزهة، لتظل الحاجة ملحة على إنشاء موانئ نزهة جديدة. فوضى النزهة تفسد متعة النشاط البحري. لدى تجوّل «المساء» في الميناء، وقفت على تزاحم البواخر الكبير، إذ تكاد المساحة بين القوارب تنعدم بسبب الارتفاع الكبير في عدد سفن هواة النزهة البحرية التي اختلفت عن بعضها البعض من حيث الشكل، الحجم، القدم والحداثة. اقتربنا من الفضاء المخصص للنزهة البحرية، حيث صادفنا مجموعة من الشباب يستعدون للخروج في نزهة بحرية رفقة بعض العائلات التي كانت متحمسة لخوض هذه المغامرة، وفي حديثنا إلى هؤلاء، لمسنا نوعا من الاستياء للوضع الذي آلت إليه النزهة البحرية بميناء سيدي فرج، حيث قال أحدهم، ويطلق على نفسه اسم ابن الميناء، إن النزهة البحرية في بميناء سيدي فرج تسودها الكثير من الفوضى، في ظل غياب تطبيق صارم للقانون، ويشرح محدثنا ذلك بالقول؛ عشقي للبحر وتحديدا لهذا الميناء التاريخي، جعلني من الأوائل الذين امتهنوا هذا النشاط، حيث اقتنيت قاربا ورحت أمارس هذا النشاط الذي من خلاله أبهجت الكثير من العائلات الراغبة في الخروج إلى البحر وتجريب هذه المغامرة، خاصة وأن المبالغ التي تُدفع مقابل الرحلة جد رمزية، إذ نكيفها حسب مدة وطول الرحلة التي تبدأ كحد أدنى من 500 دج قيمة الرحلة، غير أن ما شوّه هذا النشاط، لجوء بعض ملاّك سفن النزهة من الذين يعملون بطريقة غير قانونية إلى مزاحمتنا في هذا النشاط، مما جعل نشاط النزهة البحرية يعيش حالة من الفوضى، إذ يُفترض على أي ممارس لهذا النشاط أن يُكوّن ملفا إداريا بالميناء، غير أن ما يحدث - يضيف المتحدث - هو أن هؤلاء يحصلون على سجل تجاري من وزارة النقل ويعملون بالميناء بطريقة غير قانونية، لكن إدارة الميناء لا تعترف بهم، غير أنها في المقابل لا تملك أي سلطة عليهم، لاسيما وأنهم يملكون سجلات تجارية، وهو ما تأسف لأجله «أحمد» المكلف بمراقبة الميناء، حيث قال؛ « حقيقة، تعيش النزهة البحرية بميناء سيدي فرج نوعا من الفوضى بسبب الانتشار الكبير لممارسي هذا النشاط بطريقة غير قانونية، إذ من المفروض على وزارة النقل قبل شروعها في تسليم السجلات التجارية،أن تعمل بالتنسيق مع إدارة الميناء، على معرفة إن كانت هناك إمكانيات في زيادة عدد قوارب نشاط النزهة البحرية، إلا أن ما يحدث وللأسف عكس ذلك، إذ نحصي خلال موسم الاصطياف تحديدا، زيادة ملحوظة في عدد الممتهنين لهذا النشاط، الأمر الذي اضر بالممارسين القانونيين لهذا النشاط جعل النزهة البحرية تفتقر نوعا ما للنظام. شهر رمضان يقلّص الخرجات البحرية وبعيدا عن المشاكل التي يعانيها الممارسون لهذا النشاط، أكد لنا المشرفون على تأطير الرحلات البحرية من ملاك سفن النزهة، الإقبال الكبير الذي يعرفه الميناء خلال العطلة الصيفية، إذ يستقبل زواره من مختلف ربوع الوطن، على غرار وهران، المدية وعنابة، رغبة منهم في الوقوف عند هذه المحطة التاريخية التي احتفلت مؤخرا بخمسينية عيدي الاستقلال والشباب، والتمتع بخرجة بحرية، لاسيما وأن البرنامج المعد لهذه السنة يؤمن خرجات إلى غاية الواحدة صباحا لمن يرغب في التمتع بسكون الليل، غير أن الإقبال لم يكن بالمستوى المطلوب مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما جاء على لسان ممتهن لنشاط النزهة البحري، حيث قال في حديثه ل «المساء»؛ إن العطلة الصيفية هذه السنة كانت قصيرة بسبب اقترانها بالشهر الكريم الذي جعل تفكير المواطن الجزائري ينحصر في التسوق للإستعداد له، مما جعلنا نقلص في عدد الرحلات نظرا لقلة الإقبال على الخرجات البحرية التي ظلت مقتصرة على زوار الميناء من الولايات المجاورة وبعض رواد فندق الميناء، ومع هذا-يضيف- نسعى إلى تأمين المتعة والرفاهية الكاملة لمن يرغب في التنزه بالبحر، خاصة وأن بعض العائلات الجزائرية لا تعلم بوجود نزهات بحرية في ميناء سيدي فرج.