لم يخف الملاكم عبد المالك رحو، الذي يكتشف المغامرة الأولمبية لأول مرة في مشواره الرياضي، تخوفه من التحكيم الذي ما يزال يطرح مشكلة في الفن النبيل خلال ألعاب لندن، خصوصا وأن الجزائر كانت قد احتجت في السابق على تحيز الحكام خلال البطولة العالمية الأخيرة التي جرت بأذربيجان. وأكد رحو، المصنف ضمن العشرة الأوائل عالميا، في هذا الحوار الذي خص به “المساء” أن رهانه في دورة لندن هو الصعود فوق المنصة الشرفية لإعادة قاطرة الملاكمة الجزائرية إلى سكتها العالمية، خصوصا وأنها لم تنل أية ميدالية أولمبية منذ إنجاز محمد علالو في دورة سيدني عام 2000. - بداية، كيف كانت تحضيراتك للموعد الأولمبي؟ * الاستعدادات باشرنا فيها منذ عامين، ونحن الآن بصدد استكمال البرنامج التدريبي المسطر من طرف الفدرالية بالتنسيق مع الناخب الوطني عز الدين عقون، وذلك بوضع آخر الروتوشات من الجانب التكتيكي والبدني على حد سواء. -ما هي الروتوشات التي تستفيدون منها قبل سويعات عن انطلاق الألعاب؟ * الناخب الوطني لديه دراية كافية بالحلبة الأولمبية وهو يحاول في هاته الفترة نقل هذه الفكرة للمنتخب الوطني حتى يضمن التحضير البسيكولوجي، الذي يعتبره ورقة رابحة في مثل هذه المنافسات. -الملاكمة تشكل أكبر نسبة للمشاركة الجزائرية في دورة لندن، كيف تفسر ذلك؟ * نحن ملاكمون واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، حيث تعهدنا منذ انطلاق المحطات التصفوية لألعاب لندن الأولمبية بكسب أكبر حصة من التأشيرات، والحمد لله حققنا المبتغى المطلوب بفضل الجدية في العمل وكذا الانضباط التام في التدريبات وأكبر دليل على المثابرة حجز الملاكمة الجزائرية أول تأشيرة أولمبية بفضل الملاكم عبد الحفيظ بن شبلة إثر إحرازه اللقب العالمي “أو أس بي”، تليها تأشيرة محمد أمين وضاحي، التي نالها في البطولة العالمية الأخيرة التي كانت الجزائر قادرة خلالها على نيل تأشيرات أخرى لولا سوء التحكيم واختيارات القرعة. - ماذا يعني رحو بإختيارات القرعة؟ * خلال مونديال أذربيجان كان بإمكاني اقتطاع تأشيرة لندن الأولمبية بكل جدارة واستحقاق دون المرور إلى المحطة التصفوية التي جرت بالمغرب شهر أفريل الماضي، لولا القرعة التي أوقعتني في الدور الأول أمام الإسرائيلي ماسلي أرتيم... وانطلاقا من مبادئي الشخصية قررت المقاطعة بالانسحاب وأتمنى أن لا يتكرر ذلك في الأولمبياد. - الجزائر قررت عدم مقاطعة إسرائيل في الأولمبياد، ما رأيك في ذلك؟ * وجهة نظري في هذه القضية واضحة... وإذا كانت السلطات الحكومية تفرض على الرياضيين الجزائريين مواجهة الإسرائيليين خلال دورة لندن فإن الفوز عليهم أفضل طريقة لإنهاء الإشكال ومواصلة المشوار. - أسلفت أن التحكيم ما يزال يطرح مشكلة في الفن النبيل؟ * فعلا، آخر حادثة كانت لزميلي شعيب بلودينات، الذي احتج على لجنة الحكام التي منحت -حسبه- 14 نقطة “خيالية” لمنافسه البيلاروسي سيارهاي كارميو، خلال الجولة الثالثة من البطولة العالمية الأخيرة، مقابل تجاهل احتساب النقاط لمصلحته. - بخصوص المنافسة الأولمبية، من هم الملاكمون الذين تخشون مواجهتهم في مثل هذه المواعيد؟ * لا نخشى أحدا، إلا أن بعض البلدان معروفة بمستوى عال في الملاكمة على غرار أوكرانيا، كوبا، روسيا وكازاخستان، وصراحة بقدر فوز هؤلاء علينا، تفوقنا عليهم أيضا، والحلبة تبقى هي الفاصلة. - بكل موضوعية، هل رفاقك قادرون على التتويج بميداليات ؟ * أنا مقتنع أن الجميع في الفريق الوطني لهم حظوظ في الظفر بميدالية خلال هذا الموعد الأولمبي، فقد كانت التحضيرات التي أجريناها إلى غاية اليوم تحت إشراف المدرب عز الدين عقون عالية المستوى مما يجعل آمالنا كبيرة للعودة إلى الواجهة العالمية، لا سيما وأن المنتخب يضم ملاكمين يوجدون ضمن الخمسة الأوائل عالميا وآخرين ضمن العشرة الأوائل عالميا.