تصنيف صحيفة "التلغراف" البريطانية للنشيد الوطني "قسما" ضمن أسوأ الأناشيد في أولمبياد لندن 2012لا ينتقص منا شيئا ولا من ثورتنا ولا حتى نشيدنا الوطني، بقدر ما يزيدنا افتخارا أمام العالم وخلال ألعاب الأولمبياد بعدائنا للاستعمار مهما كانت أشكاله القديمة منها والحديثة. فالنشيد الوطني "قسما" وضع في ظروف أليمة كانت فيها الجزائر تحت الاحتلال وكتبه الشاعر المجاهد مفدي زكريا في السجن، وطبيعي أن يترجم ويعكس معاناة الجزائريين تحت احتلال لا يرحم الشيخ ولا المرأة ولا حتى الرضيع. إن الاستعمار الفرنسي في الجزائر كان أبشع وأوحش استعمار في العالم، وكان لابد من الرد على هذه الوحشية، رفضا لكافة أشكال الذل والمهانة والظلم والقهر، بثورة قاسية قوضت أركانه، فقد توعد الرجال الأشاوس فرنسا الاستعمارية بأنها ستلقى الرد قريبا. وأقسموا على تحرير الجزائر بالحديد والنار لتحيا حرة مستقلة. وإذا كان نشيد "قسما" يتضمن عبارات عدائية لهذا الاستعمار، فإن ذلك لا ينقص من شموخ الجزائر والجزائريين الذين كانوا بالأمس أعداء صناديد للاستعمار ولا يزالون، بل العكس، فإن ذلك يبعث فيهم الاعتزاز بنشيدهم الذي يخلد بطولات وملاحم الشهداء والمجاهدين، وكذا الافتخار بثورة التحرير المباركة التي ألهبت أركان الاستعمار الغاشم وأجبرته على الانسحاب بصورة ذليلة من أرض الجزائر الطاهرة.